لا يتوقّف وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، عن تحريض رئيس حكومته بنيامين نتنياهو على قبول السير بحل الدولتين، وهو يجهد في الظهور واقعياً يدرك أنّ تل أبيب «ليست في موقع القول للأميركيين أن يتحدثوا مع الإيرانيين أو لا»
مهدي السيد
انتهز المسؤولون الإسرائيليون فعاليات الذكرى الحادية والستين لقيام الدولة العبرية، لإطلاق جملة من المواقف السياسية والأمنية، ركّزت في معظمها على الإشادة بقوة إسرائيل وقدرتها على مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بوجودها وأمنها.
وجدد وزير الدفاع إيهود باراك ثقته بأنّ «في الإمكان، ويجب بكل تأكيد، العمل بكل قوة لتحقيق سلام في الشرق الأوسط في غضون ثلاث سنوات». وورد كلام باراك خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس» تُنشر كاملة يوم الجمعة المقبل.
وتطرق باراك إلى موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من مسألة الدولة الفلسطينية، معرباً عن تقديره أن «بيبي» سيسير في الحل على أساس مبدأ الدولتين لشعبين. وذكّر بأنّ رئيس حكومته «سبق أن وافق على اتفاقيات أوسلو، والتسوية مع الفلسطينيين ستحصل بقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل». وعما يتوقع أن تجنيه زيارة نتنياهو لواشنطن في أيار المقبل، قال باراك إنّ «على إسرائيل إيجاد معادلة في كيفية التقدم، ولن تخترع هذه المعادلة ثلاث دول لثمانية شعوب»، في إشارة إلى ضرورة حصر النقاش بحل الدولتين لشعبين.
وحذّر وزير الدفاع من مخاطر «الغرق في الشلل» إذا ظلت المفاوضات متوقفة، لأنّ «العالم سيفقد الاهتمام بهذا الصراع أو سيصبح مستعداً للموافقة على حل ليس من خلال دولتين لشعبين، بل دولة واحدة للشعبين، وهذا يمثّل بالنسبة إلينا خطراً حقيقياً».
ولم يغب «التهديد الإيراني» عن حديث باراك الذي بدا مطمئناً إلى أنه «لا جهة تجرؤ على محاولة القضاء على إسرائيل». وعن انفتاح إدارة باراك أوباما على طهران، اعترف إيهود باراك بأنّ تل أبيب «ليست في موقع القول للأميركيين أن يتحدثوا مع الإيرانيين أو لا».
وبرّر باراك تردّد إسرائيل في مهاجمة المنشآت النووية في إيران بأن ذلك سيكون «أكثر تعقيداً مما حصل خلال مهاجمة المفاعل النووي العراقي»، لافتاً إلى أنّ الإيرانيين «ليسوا لاعبي شيش بيش (طاولة زهر)، بل هم لاعبو شطرنج ويعملون بذكاء ومنهجية». وكشف النقاب عن حقيقة مخاوف حكام تل أبيب من المشروع النووي الإيراني، مشيراً إلى أنّ تقدم إيران نووياً سيؤدي إلى «دخولنا في عملية سباق نووي، لأن مصر وتركيا لن تتمكنا من الوقوف بوجه إيران، وهذا ما ستفعله السعودية أيضاً». وتابع: «سندخل حينها إلى واقع سنجد فيه بعد 10 أو 15 عاماً مواد نووية بأيدي مجموعات إرهابية ستنفذ اعتداءات في نيويورك أو أسدود».
وفي السياق، رأى نتنياهو أن «الإرهاب اليوم أخطر من أي وقت سابق، لأنه يحظى بتأييد دول إرهابية وأنظمة إسلامية متطرفة تدعو علناً إلى إبادتنا».
وأضاف نتنياهو، في خطاب الاحتفال السنوي في القدس المحتلة لإحياء ذكرى قتلى جيشه، أن الدولة العبرية «تقف في صدارة المعركة الدولية مقابل خطر الإرهاب، لكننا نتوقع تدخلاً دولياً إلى جانبنا».
وعلى حد تعبيره، فإن «الإرهاب مُني بفشل ذريع عندما ردت دولة إسرائيل عليه بالحرب»، متعهداً عدم «التفريط أبداً بأمننا».