مرة بعد أخرى، يظهر أن إسرائيل موغلة في القضايا التي تخص السودان. تجلّى ذلك من خلال إعادة لاجئين سودانيين، كانوا قد دخلوا الدولة العبريّة، الى بلادهم، عبر جهة خاصة
علي حيدر
ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن إسرائيل ضالعة في عملية معقدة لإعادة السودانيين، الذين طلبوا اللجوء الى الدولة العبرية، إلى دارفور، موضحة أن هذه العملية تجري بإدارة ما يسمّى «السفارة المسيحية»، وهي منظمة تمثل مسيحيين من أنحاء العالم وتنشط في القدس المحتلة، لكن برعاية وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن مندوبة «السفارة المسيحية»، رافقت عشرة سودانيين خلال عودتهم الى دولة أفريقية ومنها الى جنوب السودان.
وتقول الصحيفة إن وزارة الخارجية الاسرائيلية بررت عملية إعادة اللاجئين السودانيين عبر جهة خاصة، بسبب اعتبار السودان إسرائيل دولة عدوة.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الخارجية الاسرائيلية أن «كلاً من المواطنين السودانيين الذين تتم إعادتهم إلى وطنهم يفعلون ذلك طواعية»، نقلت «هآرتس» عن قادة مجموعة اللاجئين في الدولة العبرية قولهم إن «رجال السفارة المسيحية يعملون بطرق غير مشروعة من أجل إقناع السودانيين بالعودة الى بلادهم، حيث قد يتعرضون للموت إذا ما انكشف أمرهم بأنهم كانوا في إسرائيل».
وأوضحت «هآرتس» أن «مندوبة السفارة المسيحية تتوجه إلى اللاجئين، وخصوصاً أولئك الذين يتقنون اللغة الانكليزية وبالكاد يفهمون ماذا تريد منهم، وتبلغهم بأنه في إسرائيل يكرهونهم، وأنه «ليس لنا مستقبل هنا» وتدفعهم إلى التوقيع على نماذج وتعدّهم بتأهيل مهني أو للدراسة في المستقبل وذلك بشرط أن يعودوا إلى السودان».
ولفتت الصحيفة الى أن نشاط «السفارة المسيحية» يجري «بمعرفة وزارة الخارجية وبتشجيع منها، وبمعرفة مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وهي الجهة المسؤولة عن المتسللين الأجانب الذين يطالبون بالحصول على لجوء في إسرائيل».
كذلك أشارت «هآرتس» الى أن ممثلة «السفارة المسيحية»، التي عادت الى إسرائيل بعدما رافقت المجموعة الأولى التي عادت الى السودان، «قررت أن تدير المشروع فقط إذا تأكدت من أن كلاً من اللاجئين مهتم بالفعل بالعودة الى وطنه طواعية».
ويشار إلى أنه وفقاً لمعطيات «مركز مساعدة العمال الأجانب»، وصل الى إسرائيل منذ عام 2006، 17 ألف لاجئ من دول أفريقية عبر الحدود المصرية، من ضمنهم 5 آلاف من السودان.