علّق الرئيس الأميركي، باراك أوباما، التصديق على صفقة بين الإمارات والولايات المتحدة لإنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية، بعدما بثّت محطة «أي بي سي» شريطاً مصوراً لعملية تعذيب لتاجر أفغاني من قبل شقيق وليّ عهد الإمارات، الشيخ عيسى بن زايد آل نهيان، في إطار نزاع قضائي متورط فيه رجل أعمال لبناني.وكشف مسؤولون أميركيون مطّلعون على المحادثات، لشبكة «سي أن أن»، إن الإدارة الأميركية علّقت التصديق على الصفقة النووية، لأنها تعتقد أن ثمة حساسية تتعلق بالقضية ويمكنها أن تؤثر على مواصلة الصفقة.
وكانت الحكومتان الأميركية والإماراتية قد توصلتا خلال إدارة جورج بوش السابقة في كانون الثاني الماضي إلى اتفاقية لإنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية في إمارة أبو ظبي، غير أن الإدارة الحالية تقول إنه يجب إعادة التصديق عليها مجدداً.
وسبق أن صدّقت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، على الوثائق المتعلقة بالصفقة، ورفعتها إلى الرئيس كي يصادق بدوره عليها، إلا أن الأخير لم يوقّع عليها حتى اللحظة، وبالتالي سيتأخر رفعها إلى الكونغرس لإقرارها نهائياً. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن «إقرار الاتفاقية تم تعليقه مؤقتاً بسبب شريط الفيديو».
وأعرب مسؤولون آخرون عن قلقهم من احتمال استغلال أعضاء في الكونغرس الأميركي، ممن يعارضون الاتفاقية، شريط الفيديو لتقويضها، وأن يروّجوا لضرورة ألا تتعاون الولايات المتحدة نووياً مع دولة لا تحترم حكم القانون، وتنتهك حقوق الإنسان. ورأت الشبكة أن القضية تشكل تعقيداً للسياسة الخارجية الأميركية، وربما تمثل اختباراً لالتزامات إدارة أوباما حيال حقوق الإنسان.
وكان الشريط، الذي بثته «أي بي سي» الأسبوع الماضي وكُشف عنه كجزء من أدلة في محكمة مدنية اتحادية في مدينة هيوستن بولاية تكساس، قد أظهر تاجر حبوب أفغانياً يتعرض للصعق بعصا كهربائية والضرب بالسياط، ولوح خشبي مثبت فيه مسمار وتمر فوقه سيارة في مكان في الصحراء في عام 2004. وبعدها يظهر الشيخ عيسى بن زايد آل نهيان وهو يضع ما قالت المحطة إنه ملح على جروح الرجل ورجل آخر يرتدي زي الشرطة يشارك في ذلك. ولم يتضح من قام بتصوير الفيديو، لكن المحطة قالت إن الحادث كان بسبب خلاف مالي. وجاء الكشف عن الشريط في إطار دعوى قضائية رفعها رجل الأعمال اللبناني الأصل، بسام النابلسي، على شريكه التجاري، آل نهيان.
ودانت حكومة أبو ظبي بشدة أعمال التعذيب التي ظهرت في شريط الفيديو، وقالت إن مكتباً معنيّاً بحقوق الإنسان في أبو ظبي «سيبدأ تحقيقاً شاملاً في هذه المسألة على الفور».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)