استقبلت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، الذي يزور لندن، بنشر تقرير يدينه في سلوكه كرئيس للحكومة، فيما كان يستمع إلى ترحيب نظيره البريطاني غوردن براون بانتهاء المهمة القتالية للقوات البريطانية في العراق.ونقلت الصحيفة اتهاماً موجّهاً من ضباط سابقين في استخبارات النظام السابق ويعملون اليوم في جهاز الاستخبارات الوطنية العراقية، ضد المالكي الذي «يدير دولة لحزبه وأناسه». ونسبت الصحيفة إلى ضابط في جهاز الاستخبارات الوطنية «البعض في العراق يتهمونه بالارتباط بالولايات المتحدة»، قوله إنّ المالكي «يدير ديكتاتورية يتولى مكتبه ومستشاروه إدارة كل شيء فيها، ويحيط نفسه بأعضاء حزبه وعشيرته ويشكلون شبكة محكمة تقوم الآن بإدارة البلاد».
وأضاف الضابط العراقي «نعدّ تقارير عن نشاطات هؤلاء وتحركات الجنرالات والوحدات العسكرية وفسادهم والمواقع التي يشغلونها في الحكومة والعقود التي يحصلون عليها، لكننا لا نعرف ما نفعله بهذه التقارير لأننا لا نثق بحكومة المالكي».
وأشارت «الغارديان» إلى أن المنتقدين يتهمون رئيس الوزراء بحصر السلطة في نطاق مكتبه والسماح لمستشاريه بإدارة حكومة داخل الحكومة وتجاوز صلاحيات الوزراء والبرلمان وتعيين الضباط الموالين له كرؤساء للوحدات العسكرية من دون مصادقة البرلمان.
ووفق الاتهامات المكالة ضده، فقد أسس المالكي جهاز استخبارات واحداً على الأقل يهيمن عليه أفراد حزبه وأعضاء عشيرته، وجعل لواءين هما وحدة مكافحة الإرهاب ولواء بغداد، يخضعان لأوامره المباشرة. كذلك وسّع حجم وزارة الأمن الوطني وكلّف أحد حلفائه بإدارتها.
في هذا الوقت، أنهت القوات البريطانية مهمتها القتالية في العراق ليبدأ «فصل جديد في علاقاتنا الثنائية»، بحسب تعبير براون الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع المالكي في لندن، بعد توقيع الرجلين اتفاق شراكة طويلة الأجل «على قواعد المساواة».
وقال براون «اتخذنا اليوم خطوات على صعيد دعم وتعميق العلاقات بيننا وجعلها شراكة طويلة الأجل على قدم المساواة بعدما أسدلنا الستار على مهمّتنا القتالية في العراق». وأضاف أن العراق أصبح اليوم «رواية ناجحة مع أن مهمتنا لم تكن سهلة، وقد راهن كثر على فشلها». وأمل في أن يتم التوقيع على اتفاق مع الحكومة العراقية «بشأن الدور الذي يمكن أن نؤديه في التدريب وحماية المنشآت النفطية العراقية».
وفي حديثه عن إعلان قوات بلاده وقف العمليات القتالية في العراق خلال احتفال أقيم في البصرة للمناسبة، كشف براون عن أنه «سيتم إنزال العلم البريطاني عن مقارّ جيشه في بلاد الرافدين، بينما وصلت الدوريات القتالية البريطانية في البصرة إلى نهايتها، وتستعد قواتنا المسلحة للانسحاب» في تموز المقبل.
بدوره، شدّد المالكي على أنّ «الرغبة معقودة بين البلدين على إيجاد علاقة متينة في جميع المجالات، تقوم على مبدأ الشراكة وتقدم نتائج ناجحة. وسيسعى بلدانا بعد انتهاء المهمة العسكرية إلى إبرام شراكات جديدة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية للترويج للعلاقات مع الدول التي وقفت إلى جانب العراق لإنجاز نجاحات».
وأضاف المالكي «هناك أناس في العراق يريدون تفشيل الحكومة العراقية، إلا أن جيشنا وقواتنا المسلحة لمواجهة هذه التحديات».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)