بغداد ــ زيد الزبيديتعقد الهيئة العليا للمصالحة الوطنية في العراق، خلال شهر أيار الجاري، اجتماعاً لإعلان موقف رسمي من قضية حزب «البعث» المنحلّ، فيما أكدت فشل الحوارات مع جناح حزب «قيادة قطر العراق» المقرب من سوريا بسبب «تمسكه بمواقفه السابقة».
ونقلت صحيفة «الصباح» الحكومية عن عضو هيئة المصالحة عبد الكريم اليعقوبي قوله إنّ «الاجتماع الجديد سيتابع ما بُحث في اللقاء الذي عُقد في أمانة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، وحضره وزير الحوار الوطني أكرم الحكيم، وممثل عن رئاسة الوزراء، وسياسيون من قوى نيابية وجهات مستقلة وليبرالية، بهدف توحيد الموقف من البعث والبعثيين».
وكان رئيس الحكومة نوري المالكي قد قال إنه «لا حوار مع حزب البعث، ولن يكون شريكاً في أي عملية سياسية، لأن أفكاره تجمع بين العنصرية والطائفية والتخريب»، مشيراً إلى أن «الحكومة ترحّب بأي مؤتمر للمصالحة يحضره من يريد، إلا من يريدون المشاركة باسم البعث، أو من تلطخت أيديهم بالدماء، وجيوبهم بالمال الحرام»، ومؤكداً في الوقت نفسه أنه «لا تعديل للدستور في ما يتعلق بالبعث».
وحديث المالكي عن الدستور يحيل على المادة السابعة منه، التي تنص على أنه «يحظر كل كيانٍ أو نهجٍ يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت أي مسمى كان، ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون».
ويلاحظ المراقبون أن هذا التوصيف ينطبق حالياً على معظم الكتل والأحزاب السياسية الناشطة على الساحة العراقية، ولا سيما التيارات الطائفية والعرقية. وعن هذا الموضوع، كشف اليعقوبي أن «جميع ممثلي القوى السياسية التي حضرت الاجتماع الأخير قد رفضوا التعامل مع البعث (فكراً)، والبعثيين الملطخة أيديهم بدماء العراقيين»، لافتاً إلى أن «الموقف النهائي من المصالحة والحوار مع البعثيين سيعلن خلال الاجتماع المقبل».
وحدّدت اللجنة العليا للمصالحة عدة شروط يُسمَح من خلالها بالعودة للبعثيين السابقين، ومنها «التنازل والبراءة من حزب البعث فكراً ومنهجاً، وأن يكون الدخول إلى العملية السياسية كأي مواطن ليس بذمته أي قضية قانونية».
وكشف اليعقوبي عن «فشل الحوارات التي أجرتها هيئة المصالحة مع حزب البعث ـــــ قيادة قطر العراق (المقرب من سوريا)، وعدم التوصل إلى نتائج إيجابية تمهّد لانخراط أعضائه في العملية السياسية، بسبب إصرارهم على التمسك باسم حزب البعث وفكره، وإدانتهم (الخجولة) لتصرفات النظام السابق، لكونهم منشقين عنه لخلافات سياسية، لا بسبب النهج والفكر».