«حتى الساعة، ما زال مستقبل الكهرباء مجهولاً، وربما نتّجه أكثر فأكثر نحو الظلام. فمشاريع الخصخصة في الوضع الحالي غير قابلة للتنفيذ، ولا تتضمن ربحيّة معقولة ومردوداً مقبولاً للمستثمر... وربما أصبحت الخصخصة أبعد الآن بعد الأزمة المالية العالمية، ولم ننجز أي تقدم لاستجرار الغاز، ولم ننجح بعد في تحويل منشأة الزهراني أو الشمال إلى محطة استيراد غاز طبيعي مسيّل. وفي المقابل، لم يُتوافق بعد على الحلول البديلة». هكذا قدّم رئيس جمعية الصناعيين في لبنان فادي عبود الوضع الحالي للطاقة الكهربائية في لبنان، تمهيداً لبدء حوار مفتوح في الرابطة المارونية مع وزير الطاقة ألان طابوريان، السبت الماضي، بعنوان «شؤون وشجون الكهرباء والمياه من كل نواحيها». عرض طابوريان خطة الكهرباء التي وضعها، محمّلاً وزر التقنين للسياسات الكهربائية الخاطئة التي كانت متّبعة، واقترح إنشاء وحدات إنتاجية جديدة تعمل على أنواع متعددة من المحروقات، وإنشاء معمل جديد يعمل على الفحم الحجري لتوفير 80 في المئة من كمية الإنتاج بأقل كلفة ممكنة، رافضاً اقتراح وزارة المال رفع تعرفة مبيع الطاقة، إذ لا يمكن تحميل المواطن مسؤولية تقصير الدولة.
وأعلن عبود الاكتشاف الأخير لطابوريان الذي يفيد بأنه كان ممكناً أن تعمل معامل الطاقة على الفيول وتوفّر أكثر من ملياري دولار على الخزينة، موضحاً أن وضع الكهرباء بات يحتاج إلى حل شامل ومتكامل، بدءاً من احتكار قطاع النفط، كالغاز والمازوت، وصولاً إلى أزمات معامل الطاقة التي تحتاج إلى إعادة تأهيل.
وأكد أن أي حل جذري لهذه المعضلة لن يكون «إذا لم يحصل اتفاق عام بين جميع الأفرقاء على خطة موحدة تضع حداً للتدهور الحاصل، كما لن تتحقّق أي نتيجة جديّة إذا استمرّت الاتهامات المتبادلة، والتسييس والعرقلة ووضع العصي في الدواليب».
(الأخبار)