مهدي السيدوكان متحدث باسم جيش الاحتلال قد أعلن أول من أمس أن سبعة صواريخ أُطلقت على جنوب إسرائيل من دون وقوع إصابات، منذ مساء الجمعة، فيما أصاب صاروخ مدرسة إصابة مباشرة. وبعد ظهر السبت، أُطلق صاروخان جديدان، لم يسفرا عن إصابات بحسب الجيش الذي أوضح أنها يدوية الصنع من عيار 170 مليمتراً.
تهديدات أولمرت جاءت على خلفيّة تزايد الانتقادات من الأوساط العسكرية والإعلامية والشعبية، بسبب عجز الحكومة الإسرائيلية عن وضع حدٍّ لعملية إطلاق الصواريخ، وهو ما يضع إنجازات عدوان «الرصاص المصهور» في مهب الريح، ويدفع بمسؤولين رفيعي المستوى في جيش الاحتلال إلى التحذير من «اختفاء إنجازات الحملة».
هذا الواقع أجملته صحيفة «يديعوت أحرونوت» باستبدال اسم حملة العدوان على غزة بـ«الرصاص المتآكل» بدل «الرصاص المصهور»، في إشارة واضحة إلى حقيقة الوضع الذي آلت إليه الأمور. ونقلت عن ضباط في الجيش الإسرائيلي خيبتهم من سلوك الحكومة منذ انتهاء حملة «الرصاص المصهور»، مشيرين إلى أن «الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش آخذة في التآكل بسبب إهمال القيادة السياسية».
وانتقد مصدر عسكري رفيع المستوى، ضمناً، القيادة السياسية، وقال إن «الجيش قام بالعمل بالضبط مثلما طلبت القيادة السياسية. ولكن نأسف أنه لا يوجد من يقطف الثمار. هذه سذاجة سياسية. بدل الانشغال بتثمير نتائج الحملة ينشغلون في السياسة الداخلية». وأضاف «إذا لم تتمكن القيادة السياسية من ترجمة الإنجازات العسكرية إلى إنجازات سياسية، فان هذه ستختفي تماماً وسنعود إلى نقطة البداية».
وتوقفت الأوساط الأمنية والإعلامية باهتمام أمام سقوط صاروخ من طراز «غراد» على عسقلان، واختراقه سقف المكان الذي يُعدّ «مجالاً آمناً»، ومفترض أنه محصّن في مواجهة هذا النوع من الصواريخ. وقالت «يديعوت أحرونوت» إن الشرطة وخبراء المتفجرات «لم يصدّقوا ما رأوا، فقد اخترق الصاروخ المجال المحصّن في المدرسة وانتشرت شظاياه داخله». وأضافوا «لو كان طلاب في المدرسة لما ساعدهم المجال الآمن».
وأوضحت الصحيفة أنه بعد فحص الصاروخ تبيّن أن قطره 170 ميليمتراً ويحتوي على كمية متفجرات وكريات حديدية أكثر بكثير من صاروخ غراد عادي ذي قطر 122 مليمتراً. وأفادت تقديرات خبراء المتفجرات بأن الصاروخ صنّع في غزة.
وقال المراسل العسكري لـ«يديعوت»، أليكس فيشمان، إن حملة «الرصاص المصهور» «أُديرت إدارة جيدة وانتهت بطريقة سيئة من دون أي تسوية». وأضاف «حماس تنتعش، وصواريخ القسام تعود للطيران نحو إسرائيل، وحكومتنا عاجزة ترفض اتخاذ القرار، وتنتظر المعجزة».
من جهتها، تبنّت كتائب «حزب الله» في فلسطين، في بيان، «قصف مغتصبة النقب الغربي بصاروخ رضوان فجر الأحد (أمس) وقصف مدينة عسقلان بصاروخ آخر من طراز الرضوان». وأكّدت «استمرار إطلاق الصواريخ» التي تأتي في إطار عمليتها العسكرية «لبّيك يا قدس».
في هذه الأثناء، استشهد خمسة فلسطينيين إثر انهيار نفق في رفح عند الحدود بين مصر والقطاع بسبب الأمطار الغزيرة على ما أفادت مصادر طبية فلسطينية. والشهداء هم: أحمد خليل حمدان من بيت حانون، وإبراهيم الشرقاوي، ونضال جمال كسكين من مدينة غزة، وأحمد إبراهيم أبو سمهدانة، وحسن حسني فوجو من رفح. كذلك استشهد شاب فلسطيني يدعى نهاد أبو كميل في مستشفى ناصر المصري متأثراً بجروح أصيب بها في عدوان غزة.