محمد بديرقال موقع «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن المعلومات العلمية والاستخبارية التي تراكمت لدى الدول الغربية دفعت هذه الدول ومعها إسرائيل إلى استنتاج أن المسافة الزمنية التي تفصل بين طهران والقنبلة النووية لا تتجاوز العام، في حال اتخذت القيادة الإيرانية قراراً ببناء قنبلة كهذه، وهو ما لم تفعله حتى الآن.
ورأى محلل الشؤون الأمنية في الموقع، رون بن يشاي، أن التقرير الأخير للوكالة الدولة للطاقة الذرية يظهر أن إيران تجاوزت «العتبة النووية»، أي إنها أصبحت تمتلك تقنية تفعيل الدورة الكاملة لتخصيب اليورانيوم بنسب مختلفة. وأوضح أن ذلك يعني أنه إذا قررت القيادة الإيرانية إنتاج سلاح نووي، فإنها ستحصل على ما تريد عند منتصف عام 2010 وفي حد أقصى منتصف عام 2011.
ورأى الكاتب أن «الأخبار الجيدة هي أن القيادة الإيرانية، بحسب المعلومات الموجودة بحوزة أجهزة الاستخبارات الغربية، قررت عدم امتلاك القنبلة النووية في الوقت الراهن». وأشار إلى أن المسؤولين عن المشروع النووي في إيران تلقوا تعليمات من القيادة بالعمل على إعداد التحضيرات اللازمة التي تسمح بتقصير المرحلة النهائية لإنتاج القنبلة إلى الحد الأدنى (بضعة أشهر) من دون مباشرة هذا الإنتاج فعلياً. وأضاف أن «هذه المرحلة تتعلق بإنتاج اليورانيوم المخصب بالنسبة التي تستخدم في صناعة قنبلة نووية، وهي 93 بالمئة، علماً بأن نسبة التخصيب الحالية في المنشآت الإيرانية تبلغ 3.5 بالمئة».
ورأى الكاتب أن سبب امتناع إيران حالياً عن رفع نسبة التخصيب يعود إلى سببين رئيسيين: الأول هو الخشية من ردة الفعل الدولية، والثاني هو الخشية من هجوم عسكري على منشآتها النووية والاستراتيجية، علماً بأن رفع نسبة التخصيب لا يفسر إلا بوصفه خطوة أخيرة لصناعة سلاح نووي.
وخلص بن يشاي إلى أن القيادة الإيرانية تفضل، في ضوء ما تقدم، البقاء لأطول فترة ممكنة ضمن خانة «دولة على العتبة النووية»، موضحاً أنها في هذه الحالة ستكون قادرة على تحقيق أهدافها السياسية والتحول إلى قوة إقليمية عظمى من دون أن تدفع أثماناً ترتبط بمعاقبتها دولياً على طموحاتها النووية غير المثبتة. وأضاف أن ما تفعله إيران من خلال هذه السياسة هو الصيغة الفارسية للمقولة العبرية «امتلاك الشيء من دون الشعور به»، فيما «تقضم الولايات المتحدة وأوروبا، وتحديداً إسرائيل أظفارها وتتساءل عما إن كانت القيادة الإيرانية قد قررت صناعة قنبلة نووية أم لا، ومتى ستفعل ذلك».


خلص بن يشاي إلى أن القيادة الإيرانية تفضل البقاء لأطول فترة ممكنة ضمن خانة «دولة على العتبة النووية»، موضحاً أنها في هذه الحالة ستكون قادرة على تحقيق أهدافها السياسية والتحول إلى قوة إقليمية عظمى من دون أن تدفع أثماناً ترتبط بمعاقبتها دولياً على طموحاتها النووية غير المثبتة. وأضاف أن ما تفعله إيران هو الصيغة الفارسية للمقولة العبرية «امتلاك الشيء من دون الشعور به»