مشاريع سدود منجزة منذ 14 عاماً... تنتظر التنفيذ!سيصل مجموع المياه المنتجة سنوياً في بيروت الكبرى عام 2025 (من دون استعمال الآبار) إلى 115 مليوناً و650 ألف متر مكعّب، فيما سترتفع الحاجة إلى المياه إلى 237 مليوناً و600 ألف متر مكعّب سنوياً، ما سينتج نقصاً في المياه بحوالى 121 مليوناً و950 ألف متر مكعب! هذا الواقع السيّئ الذي يفرض على الأجيال المقبلة «عطشاً» عمره عشرات السنين، استدعى أن تُقيم لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه ورشة عمل أمس، تحت عنوان «واقع مياه الشرب والصرف الصحي في بيروت الكبرى»، وقد أوضح رئيس اللجنة النائب محمد قباني أن «اللجنة ركّزت في الفترة الأخيرة على موضوع تأمين المياه من الدامور جنوباً حتى نهر الكلب شمالاً وحتى ارتفاع 300 متر».

مشروع بسري

وتشير الإحصاءات وفق ميزان المياه في بيروت الكبرى لعام 2005 (مع استعمال آبار لفترة خمسة أشهر سنوياً) أن مجموع المياه المتوافرة بلغ 137 مليوناً و700 ألف متر مكعب في السنة، فيما الحاجة اليومية وصلت إلى 237 مليوناً و600 ألف متر مكعب في السنة، ما أدّى إلى نقص 99 مليوناً و900 ألف متر مكعب في السنة. أما كمية المياه المنتجة وفق ميزان المياه في نهاية عام 2008، فوصلت إلى 138 مليوناً و860 ألف متر مكعب، فيما تصل الحاجة السنوية إلى المياه في هذه المنطقة إلى 184 مليوناً و320 ألف متر مكعب، وبالتالي فإن النقص الحاصل في تأمين حاجات السكان إلى مياه الشرب وصل إلى 45 مليوناً و360 ألف متر مكعب سنوياً.
وترى جهات عديدة متابعة لملف المياه في بيروت الكبرى، أن أحد الحلول الأساسية للحد من تنامي أزمة المياه هو إنجاز سدّ بسري، وهو سد كان من المفترض أن يُبدأ تنفيذ الأشغال فيه خلال شهر تموز من عام 1997 لكي تجري الاستفادة من المياه المخزونة في حزيران 2001. على أن يقام السد عند نهر الأولي قرب بلدة بسري على علوّ حوالى 400 متر عن سطح البحر.
وقد وصفت دراسة الجدوى حينها، المشروع على الشكل الآتي:
ــــ إقامة سد من الركام الترابية على نهر بسري (المجرى الأوسط لنهر الأولي) على المنسوب 395 متراً. وهذا الموقع يبعد مسافة 17 كلم عن مصب نهر الأولي.
ــــ علو السد 74 متراً، وسعة تخزينه 128 مليون متر مكعب، يؤمّن استخدام 105 ملايين متر مكعب منها في السنة لمياه الشفة لبيروت الكبرى.
ــــ كلفة السد 131 مليون دولار أميركي بأسعار 1995 (منها ثلاثة ملايين دولار لمعمل صغير للطاقة الكهربائية يمكن الاستغناء عنه). ولا يشمل المبلغ نفقات الاستملاك.
إلا أن هذا السد لم يُعمل به، ما أدى إلى تراكم مشكلة نقص المياه، وخصوصاً في مصلحة مياه بيروت، فبحسب تقرير مرفوع إلى لجنة الأشغال العامة والطاقة والمياه النيابية بتاريخ 30/9/2004 من جانب رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، فإن المياه المتوافرة للمصلحة خلال فترة الشتاء (سبعة أشهر) تبلغ 283300 متر مكعّب يومياً، منها 260 ألفاً من نبع جعيتا، والباقي من الآبار. وتنخفض هذه الكمية خلال فترة الشحائح (خمسة أشهر) إلى 183 ألف متر مكعّب في اليوم، يؤمّن نبع جعيتا 80 ألف متر مكعّب منها، والباقي من نبع القشقوش ونبع فوّار أنطلياس والآبار».
وهذه الكمية المتوافرة لا تصل بكاملها إلى المشتركين في مصلحة مياه بيروت. فنسبة 30 في المئة منها تذهب هدراً بسبب اهتراء الشبكة، وسرقة المياه، واستعمال طريقة غير دقيقة للتوزيع (العيار) وعدم مراقبة الاشتراكات بالعدّادات.

أهمية مشاريع السدود

ولحل هذه الأزمة، دعا قباني إلى مباشرة تنفيذ سد بسري الذي يؤمّن حوالى 130 مليون متر مكعب من المياه، وهو يحتاج إلى قرابة خمس سنوات من العمل. كما يؤمّن تنفيذ مشروع جر مياه الأوّلي والليطاني إلى بيروت 50 مليون متر مكعب من المياه في السنة، ويحتاج من 3 إلى 4 سنوات من التنفيذ. أمّا سد الجنة، فيؤمّن 50 مليون متر مكعب في السنة لبيروت الكبرى ولمنطقة جبيل ودراسته شبه منتهية، ويحتاج إلى دراسة بيئية. ولفت قباني إلى «أن كلفة مشاريع سد بسري وجر مياه الأولي وتحسين شبكة مياه بيروت تبلغ بين 400 و450 مليون دولار، فيما كلفة سد بسري بالأسعار الحالية تقدّر بنحو 200 مليون دولار، ولكنها كلها تعدّ حاجات ملحة، لكون هذه المنطقة تضم أعلى نسبة من سكان لبنان». ودعا إلى العمل على إكمال دراسة الجدوى لإقامة سد على نهر الدامور. وحماية مصادر المياه الجوفية والأنهر من التلوث. والعمل على تخفيف الهدر الفني وغير الفني في شبكات المياه.
(الأخبار)