محمد بديررأى الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال احتياط أهارون زئيفي فركش، أن تل أبيب غير قادرة وحدها على معالجة التهديد النووي الإيراني، داعياً المسؤولين الإسرائيليين إلى «إظهار بعض التواضع في التعامل مع هذه القضية».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن فركش قوله إن «إسرائيل قادرة فقط على المشاركة جزئياً في سياق عملية (عسكرية ضد طهران)». وأشار إلى ضرورة إعطاء فرصة للسياسة الجديدة التي ستنتهجها الولايات المتحدة حيال إيران، مشدداً على وجود «تهديد استراتيجي إضافي لإسرائيل شرق إيران، وهو باكستان». وأوضح أن «إيران لن تمتلك خلال هذا العام مواد انشطارية كافية لتصنيع قنبلة نووية، فيما باكستان تمتلك القدرة النووية كما أنها تصدّر الإرهاب».
وتطرق فركش، في كلمة أمام المعهد الإسرائيلي للعلوم التقنية (تخنيون)، للوضع بين إسرائيل وسوريا، مقدّراً أن «فرص التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين جيدة». وأضاف: «في ضوء التقارب الذي بدأ بين سوريا والولايات المتحدة، سوف تتزايد فرص البدء في مفاوضات سورية ــ إسرائيلية، ومن شأن ذلك أن يمثّل تحديّاً كبيراً أمام الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة». وتابع: «الثمن معروف، وهو هضبة الجولان، ويجب أن يُتخذ قرار بشأن استعدادنا لدفعه أو لا».
وعرّج فركش في محاضرته، التي حملت عنوان «الأمن والحرب على الإرهاب: التحدي العلمي»، على التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة الفلسطينية، فرأى أن الشرخ بين السلطة الفلسطينية وحركة «حماس» أكبر من الفجوة بينها وبين إسرائيل، «بالرغم من المحادثات الجارية في القاهرة بين حماس وفتح هذه الأيام».
وأعرب فركش عن اعتقاده أن الرئيس المصري، حسني مبارك، أدرك خلال عملية «الرصاص المصهور» أن «إسرائيل تقود عملياً حرب العالم السني المعتدل، ولذلك تصرف بالطريقة التي تصرف بها». لكنه رأى أن العدوان على غزة خلّف أضراراً معنوية «فظيعة» على صورة إسرائيل في العالم، «وذلك لأنها لم تفلح في ترجمة الإنجازات العسكرية إلى نجاح سياسي».
وأضاف فركش: «لا شك أن الأمر من الناحية العسكرية كان صيداً موفقاً، لكننا لم نتعلم بعد كيف نحوّل ذلك إلى نجاح سياسي، وما استمرار إطلاق الصواريخ (الفلسطينية) إلا إحدى النتائج». وتابع: «إن الردع أمر يجب صيانته، ولا يكفي توجيه ضربة واحدة ثم الذهاب للنوم».
ورأى فركش أن العملية العسكرية ضد قطاع غزة كانت نقطة تحول في السياسة التركية الشرق أوسطية، «لأن الحكم الإسلامي فيها قرر العزوف عن السياسة التقليدية لـ(مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، كمال) أتاتورك، الذي قرر مطلع القرن العشرين أن على تركيا ألا تتدخل في القضايا السياسية الإقليمية».