«لا للخصخصة»، هذا هو العنوان الذي أراده النائب وليد جنبلاط لتعليقه على الوثيقة «الانتخابية» في المؤتمر الثاني لقوى 14 آذار. فهذه الوثيقة برأيه لا تعبّر عن المستقبل، بل تختم مرحلة مضت. أمّا الإطلالة على المستقبل، فتحتاج إلى تفصيل لم تتطرق إليه الوثيقة، ولا سيما في الشق الاقتصادي والاجتماعي... ويتابع جنبلاط تعليقه بالقول صراحة: «إننا نعيش، والحمد لله، مرحلة انهيار الرأسمال العالمي، ومن دون دولة ومن دون تأميم واشتراكية إنسانية، كما قال كمال جنبلاط، ليس هناك من مستقبل».الأكيد أن أكثرية المشاركين في هذا المؤتمر لا توافق جنبلاط رأيه، بل إن الوثيقة «الماضوية» تصرّ على دعوة اللبنانيين إلى الاقتراع لتأبيد الاختلالات الاقتصادية والفروق الاجتماعية ونموذج الفساد والهجرة، وذلك عبر الاقتراع لمرشحين يعلنون في هذه الوثيقة أنهم ملتزمون بالسياسات الاقتصادية والمالية والنقدية المعتمدة، وهو ما كان واضحاً في الفقرة الرقم 10 التي تقول إن حماية اللبنانيين في الداخل والخارج من ارتدادات الأزمة المالية العالمية تكون بتنفيذ برنامج الخصخصة وزيادة الضرائب وتقويض مكتسبات العمال والمستخدمين الواردة في برنامج باريس 3.
لم تجرؤ قوى 14 آذار على إعلان ذلك صراحة عشية ذهابها إلى الانتخابات، بل عمدت إلى دغدغة ميول الناخبين بكلام عام عن توفير الحاجات الأساسية للمواطنين وتحسين أحوال معيشتهم... لكن عبر مؤتمر للحوار الاقتصادي والاجتماعي تتعهد بعقده بعد الانتخابات طبعاً.
(الأخبار)