علي حيدرعاد الحديث عن تأليف حكومة وحدة وطنية مع حزب «كديما» في إسرائيل إلى الواجهة من جديد، بعدما بدا أن الجهود للوصول إلى هذه الصيغة قد تضاءلت، وأصبح تأليف حكومة يمينية ضيّقة أمراً واقعاً.
وجدّد رئيس حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو، المكلّف بتأليف الحكومة، الآمال بإمكان تأليف مثل هذه الحكومة من خلال إجرائه اتصالات سرية مع رئيسة حزب «كديما» تسيبي ليفني، وعقد لقاءات معها، عدا الاتصالات الهاتفية بينهما.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنه «استؤنفت الاتصالات قبل عشرة أيام، بداية بين عضو الكنيست عن الليكود جدعون ساعر وعضو كديما تساحي هانغبي». وفي سياق هذه الاتصالات، عقد نتنياهو، بحضور زوجته سارة، لقاء سرياً، ليل الأربعاء الماضي، مع ليفني، بحضور زوجها نفتالي شبيتسر، في منزلهما في شمال تل أبيب.
وبقي اللقاء، الذي استمر من الحادية عشرة والنصف ليلاً حتى الرابعة صباحاً، قيد الكتمان حتى عن الأشخاص الأكثر قرباً من نتنياهو، بمن فيهم مستشارون ومقرّبون منه في مكتبه.
ولفتت الصحيفة إلى أن «هذا اللقاء لم يرد في جدول الأعمال اليومي لرئيس الليكود، وأنه حتى اللحظة الأخيرة لم يكن واضحاً أين سيعقد، إلى أن اتخذ قراراً بإجرائه في منزل ليفني».
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن مصادر مقرّبة من الاتصالات السرية أن «ليفني تريد من نتنياهو كل الرزمة، وطرحت مجدداً مطلب شراكة حقيقية في قيادة الحكومة من أجل بناء حكومة متساوية لا ترتكز على اليمين فقط، بل على كديما والعمل، إضافة إلى تقديم التزامات من قبل نتنياهو في المجال السياسي».
وأكد الموقع أيضاً أن «الليكود وكديما والعمل واصلوا، نهاية الأسبوع الماضي، إجراء الاتصالات بشأن إمكان تأليف حكومة وحدة وطنية»، فيما ذكر مسؤولون رفيعو المستوى في «الليكود»، بعد حديثهم مع نتنياهو، أنهم «كوّنوا انطباعاً أنه غير متحمّس لمطالبة ليفني بالتناوب على رئاسة الحكومة».
وأشارت مصادر محيطة بنتنياهو إلى أنه على الرغم من وجود إمكان لأن يوقّع «الليكود» على اتفاق ائتلافي مع عدد من الأحزاب اليمينية، فإن «الباب لا يزال مفتوحاً أمام كديما، والشركاء الآخرون يعرفون جيداً وجود إمكان لتأليف حكومة وحدة موسّعة».
وفي محاولة لتفسير هذه الاتصالات السرية، قال أحد المسؤولين المقرّبين من نتنياهو إن «حكومته المطروحة تبدو سيّئة، وعليه أن يفكر مرة أخرى في إمكان تأليف حكومة وحدة»، مضيفاً أن «بيبي يواجه مشاكل. فرجال الاتحاد القومي جاؤوا بمطالب مجنونة، وسيلفان شالوم يمكن أن يلحق به ضرراً سياسياً داخل الليكود. بينما قد يكون من المجدي له إجراء مساومة أيضاً في موضوع التناوب».
في المقابل، أوضحت ليفني لوزراء في الحكومة أنه «لن يكون هناك اتفاق ائتلافي بين الليكود وكديما من دون اتفاق على الحل المبني على إقامة دولتين لشعبين لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وفق روح أنابوليس، ومن دون شراكة متساوية في الحكومة»، في إشارة إلى التناوب. وأكدت أنه على نتنياهو أن يختار «إما الذهاب مع اليمين أو معنا»، وعليه أن يترجم ذلك «بشراكة متساوية في المجال السياسي، ومن دون ذلك لن يكون هناك اتفاق».
تجدر الإشارة إلى أن ليفني التقت أيضاً، خلال جلسة الحكومة، رئيس حزب «العمل» إيهود باراك حوالى ساعة.
إلى ذلك، ذكرت «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن محافل سياسية، أن «الاتصالات بين نتنياهو وليفني تخدمهما معاً؛ فمن جهة يضغط الأول على شركائه في اليمين ويلمح إلى أنّ لديه بديلاً، فيما تشعر ليفني بأنها موضع غزل وستصبح شريكاً متساوياً لإقامة حكومة». لكنها أضافت أنه «رغم ارتفاع مستوى الإغراء لتأليف حكومة وحدة، إلا أن الطريق لتحقيق ذلك لا تزال طويلة. كما أن المقرّبين من كلا الزعيمين يؤكدون أن احتمال حصول ذلك بعيد، بعدما طرحت ليفني ثلاثة شروط مركزية لم يُجب عنها نتنياهو حتى الآن بالإيجاب: الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار اتفاق أنابوليس وتقدم المسيرة السياسية، توزيع متساوٍ للحكم بينهما (تناوب متساوٍ) وإلغاء كل اتفاقات نتنياهو مع الكتل الأخرى».
وأوضح مقرّبون من ليفني أنه إذا «أراد نتنياهو تأليف حكومة وحدة، عليه أن يبدأ من الصفر. ورغم الاتصالات القائمة حتى الآن، لم يحدث تغيير في المواضيع الجوهرية، فنتنياهو لم يغيّر جوهرياً مواقفه».
وتجدر الإشارة إلى أنه رغم الاتفاق على توزيع الحقائب مع «إسرائيل بيتنا»، إلا أنهم يقدّرون في «الليكود» أن زعيم الحزب أفيغدور ليبرمان لن يكون عائقاً أمام تأليف حكومة وحدة. كما أنهم في حزب «العمل» ينتظرون التطورات بخصوص تأليف حكومة الوحدة، ويقدّرون أنه إذا قامت مثل هذه الحكومة، فسيكون أسهل على باراك إقناع حزبه بالانضمام إلى الائتلاف.