الأسد يزورالدوحة فجأة... ووزراء الخارجيّة العرب في سوريا اليومدمشق ــ سعاد مكرم
عشيّة اجتماع وزراء الخارجية العرب في دمشق اليوم، وقبل أيام من موعد انعقاد القمّة العربية في الدوحة، شهدت المنطقة حراكاً دبلوماسياً مكثّفاً، خرق «المحاور» كلها، ووضع في سياق جهود المصالحات التي انطلقت في كانون الثاني الماضي، وعرفت ذروتها في القمة الرباعية السعودية ـــــ المصرية ـــــ السورية ـــــ الكويتية في الرياض، الأسبوع الماضي.
ورغم أنّ أيّ بيان لم يصدر عن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد أمس إلى قطر، حيث التقى أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ولا عن زيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل للعاصمة نفسها أول من أمس، جاء بيان الفيصل إثر لقائه نظيره الإيراني منوشهر متكي في الرياض حاملاً لإشارات استمرار كباش بعض العرب مع القيادة الإيرانية.
فقد رأى الفيصل، في بيان في ختام زيارة متكي إلى الرياض، أنّ «الدعم الإيراني للقضايا العربية يجب أن يكون عبر الشرعية العربية». بيان جاء فيه أنّ متكي سلّم الملك عبد الله رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تتعلق بـ«العلاقات بين البلدين والأوضاع في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط». وأوضح الوزير السعودي أنّ المحادثات مع نظيره الإيراني «اتسمت بالصراحة والوضوح والشفافية المطلوبة»، لكنّه أضاف «وعلى الرغم من أننا نقدّر التأييد الإيراني للقضايا العربية، إلا أننا نرى أن هذا التأييد يجب أن يكون عبر بوابة الشرعية العربية ومنسجماً مع أهدافها ومواقفها ويعبّر عن نصرته لها وليس بديلاً منها».
وتابع الفيصل «نرى أن وحدة الصف العربي والفلسطيني من شأنها دعم تحقيق الأهداف التي نثق بأن إيران تشاركنا فيها، ولا بد من أن يبذل كلانا الجهد اللازم في هذه المرحلة لضمان استقرار العلاقات وثباتها على أسس التعاون المثمر والاحترام المتبادل».
وفي البيان نفسه، وصف الفيصل لقاء القمة الرباعي الذي عقد في الرياض بأنّه كان «لقاء إذابة الجليد، وجرى خلاله تبادل وجهات النظر بكل صراحة وشفافية وفي أجواء بنّاءة وإيجابية». وعن موقف بلاده من تطور الملفات الساخنة، وخصوصاً في فلسطين ولبنان، قال إن السعودية «تجدّد وقوفها قلباً وقالباً مع جهود الحوار الوطني القائم على الساحة اللبنانية ومؤتمر المصالحة بين الفلسطينيين برعاية مصر الشقيقة»، مضيفاً «نناشد كل الزعامات اللبنانية والفلسطينية أن يضعوا نصب أعينهم أن العدو ليس هو ابن وطنهم، ولكنه من الخارج».
وبالتزامن مع زيارة متكي، أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن الملك عبد الله تلقّى رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما سلّمها إليه مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب جون برينان، ولم توضح الوكالة ما تضمّنته الرسالة.
من جهة أخرى، يشارك الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، الذي وصل إلى العاصمة السورية بعد ظهر أمس، في اجتماعات وزراء الخارجية التي تبدأ صباح اليوم في فندق شيراتون ـــــ دمشق. وكان قد حضر اجتماعات هيئة متابعة قرارات القمة العربية العشرين على المستوى الوزاري على مستوى المندوبين، وأعدّت اللجنة مشروع تقريرها عن متابعة قرارات القمة وتنفيذها لرفعه إلى هيئة المتابعة على المستوى الوزاري التي تعقد اجتماعها اليوم.
وقال المندوب السوري لدى جامعة الدول العربية يوسف الأحمد إن «العلاقات السورية ـــــ المصرية ستكون على أحسن ما يكون خلال الأيام القليلة المقبلة، وستشهد الفترة المقبلة لقاءات سورية ـــــ مصرية على كل المستويات».
وفي تصريح للصحافيين، على هامش اجتماع اللجنة، أضاف الأحمد أن «العلاقات المصرية ـــــ السورية لا يمكن إلا أن تكون علاقات صحيحة وجيدة»، لافتاً إلى أنه «في صحة هذه العلاقات صحة الأمة العربية، وفي تردّيها تردّ للجسد العربي».
ورأى الأحمد أنّ مذكرة توقيف الرئيس السوداني عمر البشير هي «من أهم التحديات التي تواجه الأمة العربية»، وأن «مشروع القرار الذي صدر قوياً يلبّي كل متطلّبات الشقيقة السودان في مواجهتها هذا الاعتداء القانوني أو غير القانوني السافر».
وعلّق المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي على حصيلة الاجتماع بالقول «كان جيداً، والتوصيات مهمة، ولا سيما ما يخصّ الموضوع السوداني».
وكان موسى قد أعطى مقابلات صحافية لصحف قطرية هي «الراية» و«الشرق»، خلال زيارته الدوحة قبل يومين، كشف خلالها عن زيارة سيقوم بها اليوم إلى بغداد، «لبحث العلاقات العربية ـــــ العراقية وسبل عودة العراق لأداء دوره في العالم العربي»، بعدما وصل عدد الدول العربية التي أرسلت سفراءها إلى بغداد إلى عشر دول.