بموازاة مساعيه المتواصلة مع حزب «كديما»، كثّف رئيس حزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو، جهوده لضمّ «العمل» إلى حكومته، والتي في ضوء نتائجها سيتخذ قراره إما باتجاه المطالبة بمزيد من الوقت لتأليف الحكومة أو تقديمها أمام الكنيست لنيل الثقة
علي حيدر
أصدر مكتب رئيس حزب «الليكود» المكلّف تأليف الحكومة، بنيامين نتنياهو، بياناً دعا فيه حزب «العمل» للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية، واصفاً إياه بأن لديه «قوى رائدة تملك خبرة يمكن أن تساهم كثيراً في الأمن والمسارات السياسية، إضافة إلى الاقتصاد والمجتمع». وأضاف أن مشاركة «العمل» في الحكومة «ستعزز جداً قيادة الدولة في هذا الوقت، وتساعد دولة إسرائيل على مواجهة التحديات الكبرى بنجاح».
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر في «الليكود» و«العمل» أن «نتنياهو ينوي تقديم اقتراح منظم لانضمام العمل إلى الحكومة، يُمكِّن (رئيس الحزب) إيهود باراك من طرحه أمام مركز الحزب». وأكدت مصادر في «العمل» أن «نتنياهو تعهد لباراك خلال لقاء جرى بينهما هذا الأسبوع، أنه إذا ما انضم إلى الحكومة، فسيقدم له اقتراحاً سخياً»، فيما قالت مصادر أخرى إن «نتنياهو اقترح على باراك خمس حقائب، من ضمنها حقيبة الدفاع، ونائبا وزير ورئاسة لجنة».
إلا أن سكرتير حزب «العمل»، إيتان كابل، قال لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، إنه «حتى الآن، لم يتلقّ طلباً من باراك يتعلق بعقد اجتماع لمركز الحزب».
وقد نفى باراك ما قيل في أوساط حزبه إنه «توصل مع نتنياهو في الأيام الأخيرة إلى اتفاق يقضي بانضمامه إلى الحكومة، على أن ينال العمل أربع أو خمس حقائب». إلا أن الوزير شالوم سيمحون، المقرّب منه، دعاه إلى «عقد جلسة لمؤتمر الحزب لمناقشة الانضمام إلى حكومة نتنياهو»، مبرراً موقفه بالقول إن «اقتراح الليكود جدي وليس افتراضياً، وجرت عدة تغييرات في الأيام الأخيرة». وأضاف «أعلم الإشكاليات الكامنة في المشاركة في الحكومة مع ليبرمان (رئيس حزب إسرائيل بيتنا)، لكن يوجد هنا دولة».
وفي السياق، أوضحت مصادر مقربة من الاتصالات أن «نتنياهو ينتظر جواب باراك من أجل اتخاذ قرار حاسم بخصوص الطلب من رئيس الدولة، شمعون بيريز، تمديد الفترة المسموح بها قانونياً لتأليف حكومته التي تنتهي غداً، أو تقديم حكومة يمينية ضيقة أمام الكنيست». ونقل موقع «معاريف» الإلكتروني عن مسؤول في «الليكود» قوله إن «حكومة نتنياهو ستؤدي قسمها الدستوري يوم الاثنين المقبل، لكنه أضاف أن الأمر مرتبط أيضاً بالاتصالات الائتلافية بينه وبين شركائه الائتلافيين، وفي حال انتهاء المفاوضات مع شاس والأحزاب اليمينية مع نهاية الأسبوع الجاري، فمن المفترض أن يخبر يوم الجمعة أو الأحد رئيس الدولة ورئيس الكنيست، أنه تمكن من استكمال تأليف حكومته، على أن يطرحها أمام الكنيست يوم الاثنين في فترة ما بعد الظهر».
من جهة أخرى، قال المسؤول عن ملف التفاوض مع الأحزاب من قبل «الليكود»، جلعاد أردان، للإذاعة الإسرائيلية، إن «نتنياهو التقى تسيبي ليفني (رئيسة حزب «كديما») ثلاث مرات ويحاول إقناع حزب العمل، لكن هذا لا يمنعه من السعي إلى تأليف حكومة في أقرب وقت ممكن حتى لو اضطرّ لاحقاً إلى إعادة النظر في الاتفاقات المبرمة مع الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة». وأضاف أن «نتنياهو يريد تقديم تشكيلة حكومته اعتباراً من الاثنين لبدء مكافحة البطالة والاهتمام بالمشاكل الأمنية».
إلى ذلك، ذكر مصدر مقرب من نتنياهو أنه «يمكن أن يتولى بنفسه حقيبة المال إلى جانب كونه رئيساً للوزراء». لكنه أضاف أن «نتنياهو يوازن بين احتمال أن يتولى هذا المنصب بنفسه مرة أخرى، أو يسلّمه إلى رجل أعمال ليست له ارتباطات سياسية».