يبدو أن تأثير خطاب زعيم تنظيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، بدأ يتجلّى في الصومال، حيث صعّد متمردو «حركة الشباب الإسلامية» من هجماتهم وعمدوا إلى قتل شيخين من حركة إسلامية منافسة وقطع رأسيهما، إضافةً إلى استهداف جنود من قوات السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.وقال المتحدث باسم حركة أهل السنة والجماعة، الشيخ عبد الله شيخ أبو يوسف، إن رصاصات طائشة كانت قد أصابت الشيخين في اشتباكات بمدينة «بلد» الواقعة على بعد 30 كيلومتراً شمالي مقديشو. وأضاف إن مسلحي الشباب ألقوا القبض عليهما في وقت لاحق، بينما كانا ينقلان إلى مستشفى في العاصمة. وأوضح أن كباراً في السن قالوا للشباب إن الشيخين لم يكونا من المقاتلين لكن المسلحين لم يعيروهم انتباهاً وقطعوا رأسي الشيخين. واتهم يوسف أيضاً مسلحي الشباب بقطع رقاب ثلاث نساء كبيرات في السن مطلع الأسبوع الحالي.
وكان بن لادن قد حث الصوماليين، أول من أمس، على إطاحة الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد. ورحبت حركة «الشباب»، في بيان نشره موقعها على شبكة الإنترنت، بالدعم الذي أبداه لها بن لادن. ووصفت أحمد بأنه زعيم حكومة «كافرة». ما استدعى رداً من الحكومة الصومالية، التي رفض وزير الإعلام فيها، فرحان علي محمود، الدعوة التي وجهها بن لادن إلى الصوماليين. وقال «إن هذا التحريض الذي أطلقه الرجل المطلوب الرقم واحد في العالم لن يؤثر في الحكومة». ورأى أنه يجب «على بن لادن أن يركّز على البقاء على قيد الحياة في مخبئه».
وأضاف محمود «نحن نعرف أن بن لادن يعاني مشاكله الخاصة في منطقة تورا بورا الجبلية حيث يختبئ، ولذلك فإنه ليس في وضع يؤهّله لإطلاق مثل هذه التصريحات، في الوقت الذي يسعى فيه الصومال إلى الخروج من 21 عاماً من العنف». وختم بالقول إن «تصريحاته لن تؤثر في جهودنا لإحلال السلام في هذا البلد وسنعمل جاهدين، لتحقيق ذلك».
بدوره، رفض رئيس مجلس علماء المسلمين في الصومال، الشيخ بشير أحمد صلاد، دعوة بن لادن إلى قلب نظام الحكم في الصومال. وقال إن «الصوماليين تعبوا من الحرب ويريدون القانون والنظام». وأضاف «إننا ندين بوضوح بيان الشيخ أسامة. فليس من العدل أن يتجاهل دور العلماء». وتابع «إننا العلماء نمثّل عيون مجمل السكان الصوماليين وآذانهم، ونؤكد أننا تعبنا من الحروب والعنف ونحن نريد الحكومة برئاسة الشيخ شريف وندعمها». ورأى أن دعوة بن لادن هي «دعوة إلى إراقة دماء جديدة في هذا البلد الذي أنهكته الحروب».
كذلك، دعا الزعيم الإسلامي الصومالي المعارض، الشيخ حسن عويس، بن لادن إلى عدم التدخل في شؤون بلاده. وقال عويس إن «الصوماليين يعرفون مستقبلهم، وهو أمر لا علاقة لبن لادن والقاعدة به».
وفي سياق متصل بالعمليات العسكرية في البلاد، أعلن الاتحاد الأفريقي، في بيان له، أن جندياً من قوة السلام التابعة له في الصومال قتل وجرح ثلاثة آخرون، في اعتداء بقنبلة في مقديشو فجر أول من أمس. ووفقاً للبيان، فإن «قنبلتين كانتا مزروعيتن على جانب الطريق بين مطار مقديشو والكيلومتر الرقم 4 (شارع في وسط المدينة)، انفجرتا وأدتا إلى مقتل جندي وجرح ثلاثة آخرين». وأضاف إن «الجرحى نقلوا إلى نيروبي لتلقي العلاج». كما نقل البيان عن الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي في الصومال، نيكولاس بوكيرا، إدانته الشديدة لهذه الاعتداءات. ورأى أنّها «إحدى المحاولات اليائسة من جانب الشباب لتبرير أهميتهم في الصومال».
إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء اليونانية «أنا» أن سفينة الشحن «تيتان»، التي ترفع علم سانت فنسنت، قد جرى احتجازها أمس في خليج عدن قبالة السواحل الصومالية. وأوضحت الوكالة أن طاقم السفينة مؤلف من 24 شخصاً، منهم ثلاثة يونانيين. أما بقية الطاقم، فيتألف من ثلاثة رومانيين وأوكراني واحد، بينما الآخرون من التابعية الفيليبينيّة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)