h1>عبّاس يتّهم «حماس» بمنع الاحتفال في القطاع: لا مفاوضات جادّة في ظلّ الاستيطانلم تفلح إجراءات القمع الإسرائيلية في منع تكريس القدس المحتلة عاصمةً للثقافة العربية لعام 2009، وإن كان الاحتفال قد تمّ في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، التي عمّت فيها الاحتفالات الثقافية والسياسيّة، وكانت مناسبة للرئيس محمود عباس لإعادة إطلاق خطابه السلمي والتصالحي
منعت الشرطة الإسرائيلية، أول من أمس، الفلسطينيين من إقامة احتفالات في القدس المحتلة لإحياء إعلان المدينة عاصمة للثقافة العربية. وقال متحدث باسم الشرطة إن نحو 20 فلسطينياً اعتُقلوا في ثماني مناسبات داخل القدس الشرقية وحولها، لكن لم ترد أنباء عن مواجهات عنيفة.
وأضاف المتحدث، شموليك بن روبي، أنه «في حي راس العامود، صادرت الشرطة شعلة جاءت من سوريا، وكان من المفترض أن تضاء في مناسبة بدء الاحتفالات مع مغيب الشمس». وتابع أن وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية أمرت بقمع هذه الاحتفالات لأنها تنتهك التفاهمات التي أُبرمت مع السلطة الفلسطينية.
وطرد شرطيون شباناً فلسطينيين حاولوا الوصول إلى باحة المسجد الأقصى وقبة الصخرة في القدس المحتلة. كذلك تدخلت الشرطة في مدرسة شميت في القدس الشرقية لمنع أطفال من إطلاق بالونات بألوان العلم الفلسطيني، بعدما أطلق تلاميذ المدرسة مئة منها. وأوقفت الشرطة ثلاثة موظفين في جامعة القدس الفلسطينية عند حدود القدس الشرقية مع الضفة الغربية، كانوا يوزعون قمصان تظاهرة القدس عاصمة للثقافة العربية.
في هذا الوقت، كان الرئيس الفلسطيني يفتتح الاحتفالات في بيت لحم، حاملاً على إسرائيل و«حماس»، التي قال إنها منعت الاحتفال في قطاع غزّة. وقال، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين العرب: «نعتز اليوم لأن كل عواصم العرب، بل وكل عواصم العالم بأسره تحتفل بالقدس وبجميع ما ترمز إليه من انفتاح إنساني وتعددية ثقافية وترفض سلب القدس طابعها هذا عبر التهويد القسري لأحيائها وشوارعها التي يشهد عليها التاريخ بأنها تنبذ كل تعصب وانغلاق أو فرض لون ثقافي وديني واحد عليها على النقيض من خيارها على مدى العصور».
وأضاف أبو مازن: «ولذا نقول إن سياسة التمييز والقهر وسلب الأرض وهدم الأحياء والبيوت وسياسة تزوير الماضي وتدمير الحاضر وسرقة المستقبل يجب أن تتوقف كلها إذا كان السلام يمتلك فرصة حقيقية على هذه الأرض».
ورأى عباس أن «القدس مفتاح السلام للبشر وأمل كل الفلسطينين والعرب»، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. وقال: «من دون وقف الاستيطان وقفاً تاماً في القدس وفي جميع أرجاء أرضنا المحتلة، لن تكون هناك فرصة لبدء مفاوضات جادة» مع الإسرائيليين.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الفلسطيني ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية. وقال إن «التوصل إلى حل حقيقي للانقسام الداخلي هو في مقدمة أهدافنا، وصولاً إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حرة وديموقراطية ونزيهة خلال الأشهر المقبلة، تطوى بموجبها صفحة الانقسام والصراع الداخلي غير المسؤول وسفك الدم الفلسطيني بأيدٍ فلسطينية».
ونقلت خلال الاحتفال مشاهد مصورة من مدينة القدس لإضاءة شعلة الانطلاقة، إضافة إلى أغانٍ مسجلة لجوقة القدس وكلمة للمحافظ كان مقرراً أن تُبث مباشرة، إلا أن السلطات الإسرائيلية منعت ذلك، كذلك منعت الاحتفال في مدينة الناصرة.
وقال رئيس بلدية الناصرة، رامز جرايسة، في كلمة في الاحتفال في بيت لحم: «كان من المفروض أن أنقل لكم تحياتي هذه من مدينة الناصرة. الديموقراطية الزائفة بقرار من وزير الأمن الإسرائلي منعت هذا الحدث الإنساني، لأن المحتل، أياً كان، يرى في الإبداع والفن تهديداً له وخطراً عليه».
وقال مسؤول وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية، أحمد الرويضي: «رغم محاولات الاحتلال منع الاحتفالية في القدس، إلا أننا تمكنّا من إشعال شعلة الانطلاقة ونجحنا في تسليط الضوء على ما يجري في هذه المدينة المقدسة، فنحن موجودون هناك رغم الاحتلال».
(رويترز، أ ف ب، أ ب، يو بي آي)

(يو بي آي)