مهدي السيّدذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن موضوع تدمير المنازل الفلسطينية في شرق القدس المحتلة تحوّل إلى سجال بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأن هذا الموضوع سيكون إحدى نقاط الخلاف الأولى بين إدارة باراك أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو.
وأكدت «هآرتس» أن «الولايات المتحدة تعتبر هذه الخطوة خرقاً لالتزامات خريطة الطريق»، فيما ترفض إسرائيل هذا التوصيف وتعتبره قضية داخلية وجزءاً من عملية فرض القانون، وخصوصاً أن «مستقبل القدس سيعالج ضمن مفاوضات على اتفاق الوضع النهائي فقط».
وأضافت الصحيفة أن الاهتمام الأميركي بتدمير المنازل الفلسطينية في شرق القدس، والذي بدأ خلال زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، مطلع الشهر الجاري، فاجأ إسرائيل. وأوضحت أن «كلينتون انتقدت إسرائيل بشدة، وأن وزارة الخارجية الإسرائيلية قدّمت إلى وزيرة الخارجية الأميركية، بناءً على طلبها، رسالة مكتوبة تضمّنت توضيحات رسمية، أكدت فيها أن القضية ليست سياسية بل قضائية، وأن كل أوامر الهدم صودق عليها بعد استئنافات قدّمت إلى المحكمة العليا».
وشددت وزارة الخارجية الإسرائيلية على أن «مشكلة القدس ستعالج ضمن إطار المفاوضات على الوضع النهائي»، وأن بلدية القدس نقلت رسالة مشابهة فصّلت فيها كل أوامر الهدم التي صدرت بحق منازل الفلسطينيين في أحياء شوعفاط، وجبل مكبر وسلوان.
وأشار مصدر سياسي في القدس المحتلة إلى أن «المسألة تتعلق بخلاف عميق بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأن هذه القضية ستُطرح في بداية الحوار بين الدولتين بعد تأدية حكومة نتنياهو القسَم». وأضاف أن «موضوع هدم المنازل سيرافقنا أشهراً طويلة»، مشيراً إلى أنه «ليس واضحاً لماذا قرّر الأميركيون البدء بهذا الموضوع بالذات».
ووصفت السفارة الإسرائيلية في واشنطن الموضوع بأنه «قضية حساسة»، وأن اسرائيل مهتمة «بإعادته إلى حجمه من أجل ألا يُطلب منا، في كل مرة تدمّر فيها منازل شرق القدس، تقديم توضيحات».
وعقد رئيس بلدية القدس نير بركات مؤتمراً صحافياً للمراسلين الأجانب حاول فيه أن يثبت أن انتقاد كلينتون لهذا الموضوع ليس له أساس. ولفتت «هآرتس» إلى أن كلام بركات أحدث توتّراً مع واشنطن.
وذكرت الصحيفة أنه من المتوقع أن يصل بركات غداً إلى الولايات المتحدة، في زيارة تستمر نصف يوم فقط، ولكن ليس واضحاً إن كان سيلتقي أحداً من إدارة أوباما.