أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أمس، العثور على سيارة مفخّخة في حيفا، من دون أن تتضح هوية من يقف وراءها، ولا سيما أن العملية تخرج عن إطار أساليب عمل فصائل المقاومة الفلسطينية، التي لم يسبق لها أن استخدمت سيارات مفخّخة في الداخل الإسرائيلي
فراس خطيب
رفعت الشرطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية أمس حالة التأهب في أعقاب العثور على سيارة مفخخة في موقف المجمع التجاري «ليف همفراتس» في مدينة حيفا. وأشارت الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام العبرية إلى أن الحديث هو عن «محاولة لتنفيذ عملية تفجيرية ضخمة».
وكانت إحدى الإسرائيليات قد سمعت دوي انفجار في موقف السيارات الخارجي للمجمع التجاري، وأبلغت الشرطة. ووصلت قوات معززة من الشرطة إلى المجمع التجاري، وأغلقت كل الطرق المؤدية إليه، وأجرت تمشيطاً داخل المجمع خشية وجود عبوات إضافية.
وبحسب ما تناقلته وسائل الاعلام العبرية، فإنَّ وحدة من خبراء المتفجرات عثرت على عبوتين ناسفتين في قلب سيارة من نوع «سوبارو»، إضافة إلى العبوة التي انفجرت. وقالت مصادر في الشرطة إنَّه «لو انفجرت العبوتان لوقعت كارثة كبيرة». ووفق التقديرات الإسرائيلية الأمنية، فإنَّ منفذي العملية حاولوا إدخال السيارة المفخخة إلى قلب موقف السيارات الواقع أسفل المجمع، لكن «لسبب غير معروف»، قرروا إيقافها في موقف السيارات الخارجي الواقع على مقربة من دور السينما في المجمع التجاري.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أنَّ «الشاباك» الإسرائيلي يواصل تحقيقاته لمعرفة كيف وصلت السيارة المفخخة إلى قلب المجمع. وكشف المحققون عن أنَّ ملكية السيارة تعود إلى امرأة من سكان القدس المحتلة، على ما يبدو يهودية، لا علاقة لها بالعملية، وترجح الشرطة أن السيارة مسروقة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية قولها إن حجم العبوة الناسفة التي كانت موجودة في السيارة المفخخة كان 100 كيلوغرام من المواد المتفجرة، لا 40 كيلوغراماً، كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق.
وعقّب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، على المجريات في افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية، مشيراً إلى أنّ ما جرى «عملية تفجيرية بكل معنى الكلمة»، مهدّداً بأنَّ إسرائيل «لن تمر مرور الكرام بهذا الحدث». وأضاف: «بعد التحقيق تبين أن العملية التفجيرية نفذتها شبكة إرهابية جدية عملت بأساليب ذكية لتنفيذ عملية تؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى، وأن محاولات المنظمات الإرهابية لتنفيذ عمليات تفجيرية مستمرة، فيما إحدى القواعد الأساسية لانطلاقها هي يهودا والسامرة»، أي الضفة الغربية المحتلة.
وحذر أولمرت من أن «الأيام المقبلة قبيل حلول عيد الفصح هي أيام تحاول فيها المنظمات الإرهابية تشويش مجرى الحياة المنتظم لدولة إسرائيل، وستكون قوات الأمن في حالة يقظة عليا».
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إن «المنظمات الإرهابية تواصل محاولاتها في تنفيذ عمليات، وأنا مسرور لأن اليقظة وخللاً ما منعا وقوع عملية أخطر بكثير».
وتبنت مجموعة «أحرار الجليل ــ مجموعة الشهيد عماد مغنيّة» العملية انتقاماً لهدم البيوت في القدس وغزة. لكن «الشاباك» الإسرائيلي لم يكشف من يقف وراء هذا التنظيم، مشككاً في مثل هذا التبني.