مفاوضات شاليط قد تستأنف قريباً... وهنيّة يدعم موقف «حماس» منهاغزة ــ قيس صفدي
دعمت الحكومة المقالة في غزة موقف «حماس» من مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، مرحّبة بأي محاولة لاستئناف المفاوضات، في وقت أبدت فيه الحركة الإسلامية انفتاحاً على خطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مشيرة إلى أن قيامه بخطوة تجاهها هو «مسألة وقت».
وقال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، إن أوباما يستخدم «لغة جديدة» في العلاقات مع الشرق الأوسط، وإن اتخاذ بادرة رسمية تجاه «حماس» هو مسألة وقت.
ونقلت صحيفة «لا ريبابليكا» الإيطالية عن مشعل قوله، في مقابلة نشرت أمس، «تصدر عن الرئيس أوباما لغة جديدة تجاه المنطقة. التحدي بالنسبة إلى الجميع أن يكون ذلك مقدمة لتغيير حقيقي في السياسات الأميركية والأوروبية. وفي ما يتعلق ببادرة رسمية تجاه حماس فهي مسألة وقت».
وفي السياق، قال رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، إنه يتابع «باهتمام الانفتاح الأوروبي مع حركات المقاومة الفلسطينية، ونرى في ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح، وندعو إلى تطوير هذه الاتصالات واتخاذ قرارات جريئة تتمثل في رفع حركة حماس عن قائمة المنظمات الإرهابية»، داعياً الإدارة الأميركية إلى «أفعال حقيقية لترجمة شعار التغيير»، وخصوصاً في نظرتها إلى الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.
ودافع هنية، الذي لم يظهر للعلن منذ وقف الحرب الإسرائيلية ضد غزة في 18 كانون الثاني الماضي، عن موقف «حماس» في مفاوضات تبادل الأسرى. وقال إن جولة المفاوضات «فشلت بسبب التعنّت الإسرائيلي، والتراجع وفرض الاشتراطات». وقال: «إن شعبنا لا يزال يسعى إلى تجديد هذه المفاوضات بالرعاية المصرية، بهدف التوصل إلى صفقة محترمة يجري بموجبها تبادل الأسرى المعنيين»، داعياً «قادة الاحتلال إلى التحلي بالشجاعة من أجل إنهاء هذه القضية».
وأكد هنية، في بيان له لمناسبة الذكرى الخامسة لاغتيال مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، التزام حكومته «استعادة الوحدة الوطنية والعمل على إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني»، واصفاً المصالحة الفلسطينية بأنها «حاجة وطنية»، ومؤكداً التمسك بما جرى التوصل إليه في جولات الحوار المنعقدة في القاهرة، والاستمرار إلى أن يجري التوصل إلى حلول للقضايا الخلافية والعالقة. وشدّد على «التمسك بالثوابت والمبادئ وحق الشعب الفلسطيني بالمقاومة، وإبقاء الحوار في المظلة الوطنية وبعيداً عن الاشتراطات الخارجية التي تتعارض والحقوق والكرامة الوطنية».
بدوره، دعا وزير شؤون الأسرى والمحررين في حكومة «حماس»، فرج الغول، آسري شاليط إلى «عدم الرضوخ للضغوط الإسرائيلية باعتقال النواب والقادة في الضفة الغربية والضغط على الأسرى بقسوة معاملتهم ومنعهم من الزيارة».
كما دعا الغول، في مؤتمر صحافي في افتتاح خيمة التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال أقامتها الوزارة لدعم موقف «حماس» من صفقة التبادل، «المقاومة إلى تشديد قبضتها على الأسير شاليط وعدم التنازل عن شروط الإفراج عن أصحاب الأحكام العالية».
وقال أمين سر الكتلة البرلمانية لـ«حماس»، النائب مشير المصري، إن «الاحتلال استنفد كل خياراته للحصول على الجندي مجاناً»، مضيفاً: إن «كل رهانات الاحتلال سقطت ولم يبقَ أمامه سوى خيار واحد وهو الالتزام بشروط المقاومة لصفقة تبادل الأسرى». وأضاف إن «المقاومة قالتها منذ اللحظة الأولى: على الاحتلال أن يوفر الوقت والجهد وأن يدرك أن رؤية القمر في وضح النهار أقرب له من رؤية شاليط من دون الإفراج عن أسرانا».
أما القيادي في «حماس»، أسامة المزيني، فقال إن صفقة شاليط «لم تفشل بل جولة المفاوضات الأولى هي التي فشلت»، لافتاً إلى أن هذه الجولة «ليست آخر المطاف، والكرة الآن في الملعب الإسرائيلي».
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن مفاوضات التبادل سوف تُستأنف هذا الأسبوع. وقالت إن هناك ظروفاً نضجت نهاية الأسبوع الماضي لاستئناف المفاوضات في محاولة للوصول إلى نتائج خلال الفترة القريبة المقبلة، وربما في الفترة الباقية من عمر الحكومة الإسرائيلية الحالية.
ونقلت «يديعوت» عن مصادر مقرّبة من المفاوضات قولها إن إسرائيل لا تعتزم تقديم اقتراح «أكثر سخاءً» من الاقتراح الأخير الذي طُرح على الطاولة قبل لحظة من تفجّر المفاوضات. كما نقلت عن مصدر مصري رفيع المستوى قوله إن «الصفقة لم تفشل، ونحن نفهم أن كل الأطراف معنيون باستمرار المفاوضات من خلال الوساطة المصرية».
إلى ذلك، قالت وزارة الصحة في حكومة «حماس» إن عدد شهداء الحصار الإسرائيلي المضروب على غزة ارتفع إلى 311، عقب وفاة ثلاثة مرضى أمس، نتيجة الحصار وتعنّت الجانب المصري في إغلاق معبر رفح وتعمّد قوات الأمن المصرية الموجودة على المعبر إذلال المرضى من خلال تركهم ينتظرون لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة.