لمّح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى إمكان استهداف قافلات تنقل سلاحاً «كاسراً للتوازن»، للمقاومة، من سوريا إلى لبنان، معتبراً أن دمشق عامل سلبي في استقرار المنطقة، ومشدّداً على مصلحة إسرائيل في إخراجها من محور الشر
يحيى دبوق
أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، في حديث إلى مجلة الجيش أول من أمس، إلى أن «إسرائيل وجّهت قبل ثلاث سنوات ضربة قوية جداً في الشمال (لحزب الله)، أدت إلى إيجاد ردع ما حياله، وهو ردع لا يزال صامداً وقائماً».
وعن النظرة العامة التي تحكم المقاربة الإسرائيلية للساحة اللبنانية لمواجهة «تهديد حزب الله»، أشار باراك إلى أن «الحكمة التي تملكها إسرائيل تفرض علينا ألا نقع في خداع أنفسنا، وأن نقول إننا قادرون على توجيه ضربة خاطفة تنهي كل التهديدات دفعة واحدة». وقال إن «هذه التهديدات لن تختفي، وإن إسرائيل بحاجة إلى العمل من خلال العقل، وكل ما نحتاج إليه هو تحقيق الردع بضربة قوية كما يجب، على أن تمنحنا ردعاً يوفّر هدوءاً لزمن طويل. فإسرائيل تنمو وتزدهر في الهوامش الزمنية الواقعة بين الحروب، وهذه هي حقيقة المنطقة التي نوجد فيها».
وعن السلاح الكاسر للتوازن و«إمكان أن تهاجم إسرائيل قافلة أسلحة قد تمر على طريق دمشق ـــــ بيروت»، ردّ باراك «قلنا أكثر من مرة إن هناك منظومات من السلاح إذا هُرّبت من سوريا إلى لبنان فإنها ستغيّر التوازن القائم على الأراضي اللبنانية، وفي سمائها أيضاً، وهذا ما يوجب على إسرائيل أن تدرس ردّها. وأكثر من ذلك لم نقل شيئاً، ومن الأفضل ألا نقول شيئاً»، مشدداً على أن «الحياة ليست أسود أو أبيض، وليس كل شيء حرباً أو اللاحرب، ومن الأفضل أن نترك الأمور إلى أوقاتها».
وعن التهديد النووي الإيراني قال باراك إنه «تهديد موجود ومطروح على جدول أعمال المجتمع الدولي، واقترح ألا نلصقه بأنفسنا فقط، لأنه تهديد للعالم بأسره». لكنّه أضاف أنه «تهديد مركزي بالنسبة إلى إسرائيل، وأن هناك أموراً تحدث في المجال الاستخباري وفي مجال الإحباط السياسي وغيرهما. ومن جهتنا، نواصل القول إننا لا نستبعد أي خيار عن الطاولة، ونحن نقصد ما نقوله».
وقال باراك، رداً على سؤال عن «إمكان تدهور الوضع مع إيران، وأن تقدم الأخيرة على استخدام ذراعها الطويلة المتمثلة بحزب الله وحركة حماس»، إن «إسرائيل قادرة على مواجهة كل التهديدات التي اعترضتها في الماضي، وهي قادرة أيضاً على مواجهة التهديدات التي قد تعترضها في المستقبل المنظور».
وفي الشأن السوري، رأى باراك أن «سوريا تحترم دولة إسرائيل، وقد تعلّمت احترامها واحترام جيشها في أعقاب التطورات في السنوات الأخيرة، وخصوصاً لجهة قدرة الدولة العبرية على اتخاذ القرارات والسيطرة على نفسها وعدم إحراج الطرف الآخر عندما لا يكون هناك داع لذلك. لكنني أعتقد أن سوريا، من خلال سياستها ودعمها للمنظمات الإرهابية ولكونها موجودة في محور الشر مع إيران، فإنها عامل سلبي جداً في استقرار المنطقة».
وتعليقاً على الجهود الرامية إلى «فك ارتباط سوريا بإيران»، قال باراك إن «لدى إسرائيل مصلحة طيلة الوقت في أن تدرس خيار التسوية مع سوريا وإخراجها من محور الشر، مع المحافظة على مصالحها الأمنية والحيوية. ذلك أن إخراج سوريا من هذا المحور ينعكس إيجاباً حيال مواجهة الإرهاب وتقليص هامش المناورة لدى الفلسطينيين، وأيضاً يؤثر سلباً على الدور الإيراني في المنطقة، وعلى أمور أخرى في لبنان».