بغداد ــ الأخباروقال الطالباني، في مؤتمر صحافي مشترك مع غول: «يجب على حزب العمال الكردستاني إنهاء العمل المسلح أو مغادرة بلدنا، ونتمنى أن يتخلى عن العمل المسلح، فتركيا تمر بمرحلة ديموقراطية، وهناك مجال لكي يتجهوا إلى العمل الدعائي والحزبي والسياسي والبرلماني».
ورأى «ماما (العم) جلال»، الذي لطالما قاد حزباً كافح عسكرياً ضد أنظمة الدول التي يعيش فيها أكراد، أنّ «استخدام السلاح يلحق ضرراً بالأكراد وبجميع الشعب العراقي».
وعوّل الرئيس العراقي على كلّ من اللجنة الأمنية الثلاثية (التركية ـــــ العراقية ـــــ الأميركية التي تألفت في تشرين الثاني 2008) «لتنسق وتتحقق من أنشطة المنظمات الإرهابية وأنشطة الكردستاني وغيره»، وعلى مؤتمر أربيل المنوي عقده خلال الشهرين المقبلين لمحاصرة «العمال الكردستاني» وإجباره على إلقاء سلاحه.
وكان لغول موقف من مؤتمر أربيل، الذي وصفه بأنّه «سيكون خطوة مهمة»، مجدّداً مطالبة السلطات العراقية منع حركة المقاتلين الأكراد في كردستان العراق، لكن بنبرة أقل حدة من المعتاد، وذلك بالقول: «هناك واقع يؤكد أن معسكرات الإرهابيين موجودة في شمال العراق. لقد حان الوقت لمعرفة أكراد العراق أهمية تركيا بالنسبة إليهم وإنهاء هذه المشكلة التي تعوق تطور العلاقات بين البلدين».
وبعدما أشار إلى أنّ «أي دولة لا يمكنها أن تشعر بالراحة إذا كانت ظروف جيرانها صعبة»، عاد ليطمئن إلى أنّ نتائج محادثات مع الطالباني كانت «إيجابية وجيدة».
وفي الشأن الاقتصادي، كشف غول عن أنّ تركيا والعراق «قررا زيادة حجم المبادلات التجارية بينهما من خمسة مليارات دولار إلى عشرين ملياراً سنوياً»، لافتاً إلى أن زيارته، التي تنتهي اليوم، ستتكلل بتوقيع «اتفاقية تعاون اقتصادية شاملة» واهتمام بمشاركة تركية بإعادة إعمار البنى التحتية في العراق.
وأبرز ما توصّل إليه غول والوفد المرافق في محادثاتهم الاقتصادية اتفاق ينص على تصدير نفط العراق من تركيا.
في المقابل، أعلن وزير الداخلية العراقي، جواد كاظم البولاني، أنّ اتفاقاً أمنياً سيوقع بين بلاده والسعودية «قريباً، لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات وتسليم المطلوبين وتبادل المعلومات والخبرات الأمنية».
اتفاقية طال انتظارها، وخصوصاً من حكومة نوري المالكي بما أنّ معظم المقاتلين الأجانب في العراق يأتون من السعودية.
وعن التدخل الإيراني في العراق، رأى البولاني أنه «لم يعد كما كان في السابق، بسبب وجود أجهزة أمنية تتحلى بولائها للعراق».
وكانت بلدة حلولاء (محافظة ديالى) قد شهدت مجزرة أودت بحياة 30 عراقياً كانوا يشاركون في مجلس عزاء كردي قبل أن يفاجئهم انتحاري ويفجر نفسه بينهم. كذلك سقط أكثر من 9 عراقيين في تفجير عبوتين ناسفتين في مدينة أبو غريب، وسقط ستة آخرون في الفلوجة.