رغم أن «يديعوت أحرونوت» بدأت مقالتها بتأكيد عدم وجود معلومات واضحة عن هوية الذين حاولوا تفجير المجمع التجاري في حيفا، السبت الماضي، إلا أنها رجّحت إلى حدّ كبير أنّ من يقف وراء ذلك هو حزب الله
علي حيدر
تناول كبير المحلّلين الأمنيّين في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، «الكارثة» التي نجت منها إسرائيل نتيجة خلل تقني أصاب السيارة المفخخة التي كانت تستهدف المجمع التجاري في «قلب خليج» حيفا. ولفت إلى أن الأمن العام «الشاباك» فرض تعتيماً تاماً على بعض التفاصيل التي توافرت عن هذه العملية، التي قدّرت صحيفة «هآرتس» نتائجها، في ما لو نجحت، بأنها كانت تعادل نتائج تفجير 15 «انتحارياً» أنفسهم دفعة واحدة في المكان نفسه. وتوقّف بن يشاي عند الأسلوب الذي صاغ فيه رئيس الحكومة إيهود أولمرت كلامه عن العملية، ليرى فيه «دليلاً على أن الحادثة استثنائية من جهة خطورتها وآثارها، وخصوصاً أن محاولة تنفيذ هذه العملية، وربما أيضاً عملية غور الأردن، قد تكون بمبادرة وتوجيه من حزب الله».
وبعدما ربط بين هذه الأحداث والرد على اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في شباط 2008 في دمشق، أوضح بن يشاي أن «التجربة تؤكد أن حزب الله سيواصل محاولاته إلى حين قتل عشرات اليهود والإسرائيليين، وعندها يمكن له أن يغلق حساب مغنية».
واستحضر بن يشاي بعض الأحداث الماضية للاستدلال على النتيجة التي خلص إليها بالقول إن «أسلوب حزب الله الذي اتبعه في الماضي للرد على اغتيال ناشطيه أو قادته هو تنفيذ عملية أو اثنتين إلى حين الوصول إلى النتائج المرجوة. ما حصل في الثمانينيات عندما أغارت طائرات سلاح الجو على معسكر تدريب لحزب الله، وكذلك عندما اغتالت الأمين العام السابق للحزب عباس الموسوي وزوجته وابنه، إثر هذه العمليات، قام حزب الله باغتيال المسؤول الأمني في السفارة الإسرائيلية لدى أنقرة عبر عبوة زرعت في سيارته، وبعدها قام بتفجير سيارة مفخّخة على مدخل السفارة الإسرائيلية في بوانس أيرس، ومرة أخرى أمام مقر الجالية اليهودية في المدينة نفسها». ويضيف أن الأسلوب المعتمد في محاولة تنفيذ هذه العملية مشابه لتلك الأساليب.
وعرض بن يشاي ما اعتبره سلسلة إشارات، منها إعلان «كتائب عماد مغنية» مسؤوليتها عن قتل عنصرَي الشرطة في غور الأردن وإعلان «منظمة أحرار الجليل»، التي تبنّت عملية المدرسة الدينية في قلب القدس السنة الماضية، مسؤوليتها عن محاولة تفجير المقر التجاري في حيفا.
ولفت بن يشاي إلى أن «أحرار الجليل منظمة شبه وهمية لم تثبت حتى الآن أي علاقة لها بحزب الله». غير أنه أشار إلى وجود إشارات ظرفية أخرى «من غير الممكن التفصيل فيها الآن»، لكن مع تراكمها تصبح أكثر من إشارة إلى تلميحات تجاه هوية المبادرين إلى العمليات.
وخلص بن يشاي إلى أن «حزب الله لن يكتفي بما حصل، ما يبرّر لإسرائيل بذل جهود مركّزة واستثنائية لإحباط ذلك».