خرج الملك السعودي عبد الله عن صمته إزاء ملفات المصالحة العربية والفلسطينية، ممهّداً الطريق لاستكمالها «حتى يزول كلّ خلاف»، بعدما انتهز افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الخامسة لمجلس الشورى السعودي في الرياض، أمس، ليعلن استمرار العمل من أجل حلّ الخلافات العربية، واصفاً الانقسامات بين الفصائل الفلسطينية بأنها «أخطر من عدوان إسرائيل»، ومعتبراً في الوقت نفسه أن الخلاف العربي والإسلامي «يسرّ العدو ويؤلم الصديق».وقال عبد الله، في كلمته، إن التحديات التي تواجه الوطن والأمة العربية والإسلامية تستدعي «مسؤولية مضاعفة لمواجهة التحديات التي يأخذ بعضها برقاب بعض». وأجرى جردة ذكّر فيها بتتالي الأزمات «من عدوان إسرائيلي عاث في الأرض فساداً، إلى خلاف فلسطيني بين الأشقاء هو الأخطر على قضيتنا العادلة من عدوان إسرائيل، يوازيه خلاف عربي وإسلامي يسرّ العدو ويؤلم الصديق، وفوق هذا كله طموحات عالمية وإقليمية لكلّ منها أهدافه المشبوهة».
وعن جهود المصالحة التي افتتحها في القمة الاقتصادية التي عُقدت في الكويت في كانون الثاني الماضي، جزم الملك السعودي بأنّها ستتواصل «حتى يزول كلّ خلاف، مدركين أن الانتصار لا يتحقق لأمة تحارب نفسها». وعزا الأسباب التي دفعته إلى استعجال المصالحة، باعتبار أن الشعوب العربية «ترى أن مصيرها مهدّد من الآخر، تشعر بأن آمالها مبعثرة ومستقبلها مظلم».
وعن هذا الموضوع أردف الملك السعودي قائلاً «يعلم الله أننا كنا في كل خطوة اتخذناها نضع نصب أعيننا شعبنا العريق، مدركين إيمانه العميق بربّه وتمسّكه بعروبته وحرصه الشديد على وحدة أمته العربية والإسلامية وعزتها».
في هذا الوقت، عاد الحديث عن احتمال كبير أن تستضيف القاهرة، للمرة الأولى منذ نحو عامين، الرئيس السوري بشار الأسد عشية القمة العربية في الدوحة.
غير أنّ القمة بين الأسد ونظيره المصري حسني مبارك لا تزال في إطار التكهّنات، على الرغم من أنّ مصادر في الرئاسة المصرية لمّحت إليها، بينما لم يؤكدها أي مصدر سوري رسمي.
إلى ذلك، استبعدت مصادر سورية أن توجَّّه الدعوة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لحضور القمة. وأوضحت المصادر، في تعليق لوكالة «آكي» الإيطالية، أنه «وفق التقديرات، ستُحصر الدعوات إلى قمة قطر بالقادة العرب، مع دعوة وزراء خارجية بعض الدول الإقليمية والأجنبية كمراقبين، ومنها إيران».
وأضافت المصادر نفسها: «رغم أنه من حقّ قطر أن توجه الدعوة إلى زعيم أي دولة صديقة أو مجاورة، إلا أن المعلومات الأوّلية توحي بأن الدعوة لن توجّه إلى نجاد في هذه القمة، وخصوصاً أنه يمكن أن تُفسّرها بعض الدول العربية بأنها رسالة تحدٍّ لها».
(الأخبار، يو بي آي)