تطرق الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، إلى مذكرة اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير، بالتزامن مع تهديد الدول الأفريقية بانسحاب جماعي من المحكمة الجنائية الدوليةحث الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، شعب السودان للاستعداد لحرب عصابات. ودعا الرئيس السوداني، عمر البشير، الذي يحتمل أن يزور القاهرة اليوم، إلى «التوبة»، بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه.
وتساءل الظواهري، أمس، في التسجيل الصوتي الذي نشر على الإنترنت، «هل سيسلك نظام البشير طريق الإسلام والجهاد ويتخلى عن مناوراته السياسية وحيله الدبلوماسية، التي لم تأت ولن تأتي سوى بالكوارث والمآسي؟».
كذلك دعا الظواهري الشعب السوداني إلى «الاستعداد... لحرب شوارع طويلة... لأن الحملة الصليبية المعاصرة أظهرت مخالبها»، مشيراً إلى أن «النظام السوداني اضعف من أن يدافع عن السودان، وعليكم إذاً أن تقوموا بما قام به أشقاؤكم في العراق والصومال الذين دافعوا عن بلادهم حين كانت الأنظمة القائمة ضعيفة جداً».
وعلى صعيد تطورات الأوضاع في دارفور، أعلنت أمس وكالة الإغاثة الخيرية الكندية «زمالة إغاثة أفريقيا» مقتل موظف سوداني يعمل لديها برصاص مسلحين في منزله. وقال مدير الوكالة في السودان، مارك سيمونز، إن «مسلحين نصبوا كميناً لآدم خاطر قبل يومين وطلبوا منه هاتفاً محمولاً يعمل بالأقمار الصناعية. ضربوه لأنه لم يزوّدهم به». وأضاف «وصلوا إلى المنزل الساعة التاسعة مساء الاثنين، وحين لم يجدوا الهاتف أطلقوا عليه الرصاص».
من جهةٍ ثانية، علمت «الأخبار» أنه خلال الساعات الـ24 المقبلة ستحتل مذكرة الاعتقال بحق البشير حيّزاً كبيراً من الاهتمام في أروقة الأمم المتحدة، مع احتمال انسحاب 50 دولة من نظام روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية احتجاجاً على «الانتقائية الدولية وتجزئة العدالة». وكشف أحد الدبلوماسيين في نيويورك لـ«الأخبار» عن أن الدول الأفريقية تهدد «بالانفصال عنها (المحكمة) جماعيّاً في حال اعتقال الرئيس البشير». ورأى أنه «عندما قرر مجلس الأمن الدولي إحالة الوضع في السودان على المحكمة، فإنما حكم بتفتيت تلك الدولة وتحويلها إلى دولة فاشلة أخرى. وهو عمل من شأنه أن يلحق أفدح الأضرار بدول الاتحاد الأفريقي...».
ووسط هذه الأجواء، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة نقاش عامة، في مسعى لاتخاذ قرار بتفعيل البند 16 من نظام روما، الذي يسمح بتجميد مذكرة التوقيف لمدة 12 شهراً قابلة للتمديد. ولهذه الغاية، يتابع وفد من الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية الوضع عن كثب في الأمم المتحدة، مدعوماً بالموقف الصيني الرافض للمذكرة.
ونفى رئيس قسم حفظ السلام في الأمم المتحدة، آلان لوروا، أن يكون الاجتماع الذي جمع الأمين العام للمنظمة، بان كي مون، ومسؤولين من الأنتربول، على صلة بمذكرة البشير، لكنه أوضح أنه تبيّن أن «المحكمة الجنائية الدولية لم تتقدم حتى الآن بأي طلب» للأنتربول لإلقاء القبض عليه.
في هذه الأثناء، بدا مدعي عام المحكمة، لويس مورينو أوكامبو، كأنه يخوض معركة العمر في ملاحقته للبشير. وعقب جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في السودان، نهاية الأسبوع الماضي، قال أوكامبو، للمراسلين، «سأطاله». ولدى مواجهته بأن رئيس الجمعية العامة ميغيل ديسكوتو بروكمان وصف تصرف المحكمة بأنه «عنصري»، رد أوكامبو «ما ذنبي إن كنت آبه بمصير الأفارقة؟».
إلى ذلك، اعتمدت الجمعية العامة، أول من أمس، ميزانية قدرها 859 مليون دولار لتمويل بعثة الأمم المتحدة في السودان.
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)


تلقى الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس رسالة شفهية من أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها. وقد نقل الرسالة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني (الصورة).
(قنا)