مهدي السيّدرأى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيليّة (أمان) اللواء عاموس يدلين، أمس، أن إيران تجاوزت العتبة التكنولوجية للقنبلة النووية، لكنها تفضّل عدم المسارعة إلى إنتاج القنبلة لأسباب سياسية. ورأى، في الوقت نفسه، أن إسرائيل لم تخسر بعد معركة منع تزوّد إيران بسلاح ذري.
وأوضح يدلين، خلال العرض الأمني الذي قدّمه أمس أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للبرلمان الإسرائيلي «الكنيست»، أن «عنق الزجاجة اليوم هو المادة الانشطارية»، مشيراً إلى أن «الإيرانيين أنهوا تطوير صواريخ أرض ـــــ أرض، مثل صواريخ شهاب على أنواعها، القادرة على حمل سلاح نووي». وقال «لكن في كل ما يتعلّق بالمادة الانشطارية، حققت إيران سيطرة في تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم، وهي بذلك تجاوزت العتبة التكنولوجية. وعليه، فإن الوصول إلى القدرة النووية العسكرية مرتبط أساساً بقرار إيراني سياسي».
ورأى يدلين أن الاستراتيجيا الإيرانية في هذه المرحلة هي «عدم الوصول بسرعة إلى قنبلة نووية واحدة، وذلك بغية عدم إعطاء العالم سبباً للعمل ضدهم. استراتيجيتهم اليوم تتمثل في الوصول إلى المدى القصير جداً من القدرة على امتلاك القنبلة النووية إذا قرّروا ذلك. ومع هذه الاستراتيجيا، سيكون من الصعب إدانتهم لأنهم يخصّبون اليورانيوم بوتيرة لا يدفعون ثمنها».
وأوضح يدلين أن إيران تخصّب اليورانيوم بنسبة منخفضة تصل إلى 4.5 في المئة، وهذا غير كاف لقنبلة نووية. وأكد أن المعركة ضد المشروع النووي الإيراني لم تُحسم حتى الآن، وأن إسرائيل لم تخسر الحرب لمنع وصول إيران إلى سلاح نووي، معتبراً أن «الدمج الصحيح بين الحوار والعقوبات، العصا والجزرة، يمكن أن يحمل إيران على تغيير سياساتها». وقال «لم يصل الإيرانيون بعد إلى إنتاج قنبلة نووية، إلا أنهم في الطريق».
وتطرّق رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيليّة إلى ما يحصل في سائر دول المنطقة، وبحث الوضع في لبنان. وفي هذا المجال، كرر تحذير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن حزب الله يخطّط لتنفيذ عملية انتقامية رداً على اغتيال قائده العسكري الشهيد عماد مغنية. وقال «حزب الله ملزم، بحكم تصوّره، بتنفيذ عملية ما انتقامية وردعية، رداً على اغتيال عماد مغنية. وحزب الله ليس معنياً بتنفيذ هذه العملية قرب الحدود الشمالية، بل إن هذه العملية ستكون من دون بصماته. والتقدير هو أنهم سيحاولون تنفيذها في الخارج».
كذلك تطرّق يدلين إلى الأزمة الاقتصادية والعالمية وتأثيرها على «المحور الراديكالي»، قائلاً إن «الأزمة الاقتصادية أثّرت أيضاً على إيران وسوريا، اللتين تجدان صعوبة في نقل السلاح إلى حزب الله، وفي تمويل رشى الانتخابات اللبنانية».