أولمرت يلمّح إلى مسؤوليّة إسرائيلفي ما يبدو أنه أولى ثمار الاتفاق الأمني الذي تمّ توقيعه في كانون الثاني الماضي، قبل يومين من انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، بين الولايات المتحدة وإسرائيل لوقف تهريب الأسلحة إلى القطاع، وتنفيذاً لقرار مجلس الأمن بحظر تصدير السلاح إلى غزة، كشف أمس عن قيام طائرات، يرجح أنها إسرائيلية، خلال شهري كانون الثاني وشباط الماضيين، بتنفيذ ثلاث غارات جوية داخل السودان وتحديداً في المنطقة الشمالية على مقربة من الحدود المصرية، بعد الاشتباه بوجود شاحنات محمّلة بالأسلحة تتجه نحو الأراضي المصرية، تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع قتلى، وتدمير حمولة الشاحنات بأكملهافي حادث غير مسبوق يشير إلى تطور في الاستراتيجية الإسرائيلية المعتمدة لمنع تهريب الأسلحة إلى حركة «حماس»، وفي ما يشبه الحرب السرية على مصادر أسلحتها، أعلن مسؤولون في الحكومة السودانية، أمس، تعرض السودان لثلاث غارات منفصلة خلال شهري كانون الثاني وشباط الماضيين استهدفت على ما يبدو شاحنات أسلحة كانت في طريقها إلى الحدود المصرية، تمهيداً لنقلها إلى قطاع غزة.
وأكد وزير الدولة السوداني للنقل، مبروك مبارك سليم، أمس، وقوع غارتين في شمال السودان، استهدفتا شاحنات كانت في طريقها إلى قطاع غزة عبر الصحراء المصرية. ووفقاً لسليم، فإن الغارة الجوية الأولى وقعت في منتصف شهر كانون الثاني الماضي، قرب الحدود السودانية ـــــ المصرية، واستهدفت 16 مركبة كانت تقلّ 200 شخص من عدد من البلدان الأفريقية. وأشار إلى أن هذه الشحنة كانت تحتوي على أسلحة «خفيفة» مثل بنادق كلاشنيكوف. وقال «إن العديد من الأشخاص قتلوا». وأوضح أن «هناك تجاراً من جنسيات مختلفة يقومون بعمليات تهريب غير مشروعة للأسلحة»، وأن هؤلاء التجار «يستخدمون الفقراء من شرق السودان في عمليات التهريب، فهم الذين يقودون السيارات ويدلونهم على الطرق في الصحراء»، مشدداً على أن «السودان أصبح معبراً لهذه التجارة، لكنه ليس مشاركا فيها».
أما الغارة الثانية، فقال سليم إنها وقعت في الحادي عشر من شهر شباط الماضي، واستهدفت 18 مركبة كانت تقلّ مهاجرين فقط، لا أسلحة. وكشف أن مئات الأشخاص قتلوا في الغارة.
وقال سليم إن «التكنولوجيا التي استخدمت في الهجمات كانت متطورة جداً، ولذلك فمن المرجح أن تكون أميركية»، مضيفاً أن «الحادثين وقعا في تمام الساعة الثانية صباحاً، وهو وقت شديد الضبابية في الصحراء».
وبالتزامن مع تصريحات سليم، أكد اثنان من كبار الساسة السودانيين، رفضا الكشف عن اسميهما، وقوع الغارات. وكشف أحدهما عن وجود ناجٍ وحيد يحمل الجنسية الأثيوبة، قد جرى الحديث معه. وقال «هناك شخص أثيوبي يعمل ميكانيكياً هو الناجي الوحيد» ونقل عنه قوله «إن الهجوم نفذته طائرتان حلّقتا فوقهم ثم عادتا وقصفتا السيارات. ولم يستطع أن يحدد جنسية الطائرتين».
وأشار الآخر إلى أنه «منذ نحو أسبوعين، ناشدت قبيلة عربية رسمياً السلطات الحكومية إعادة جثث أكثر من 30 شخصاً قتلوا في الغارة». وقال المسؤول إنه «لا يستطيع التكهن بأسباب عدم تأكيد الحكومة أن الهجوم قد وقع». لكنه أشار إلى أن «الهجوم أضحى سراً معروفاً في الجزء النائي من شرق السودان حيث وقع».
كذلك، كشفت وكالات الأنباء عن غارة جوية ثالثة، تعرضت لها قوارب صيد سودانية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أمني سوداني قوله إن طائرات حربية مجهولة قصفت خمسة قوارب صيد على بعد 100 كيلومتر تقريباً جنوب ميناء بور ـــــ سودان على البحر الأحمر في السادس عشر من شهر كانون الثاني 2008، ما أسفر عن إصابة 25 شخصاً.
وتضاربت المعلومات حول العدد الفعلي للشاحنات وعدد القتلى والناجين. ففيما قالت مصادر سودانية إن أكثر من 50 شخصاً نجوا وتلقّوا العلاج في مستشفى مدينة كسلا شرق السودان، قال سليم إن نحو 800 شخص، بينهم صوماليون وأثيوبيون وأريتريون وسودانيون، قتلوا في الغارتين الجويتين.
أما محطة «سي بي اس» التلفزيونية الأميركية، التي اتهمت طائرات إسرائيلية بتنفيذ الهجوم، فقد تحدثت عن غارة واحدة، استهدفت قافلة كانت تضم سبع عشرة شاحنة وأسفرت عن سقوط 39 قتيلاً. واستتبع توجيه الاتهامات إلى الولايات المتحدة، نفي المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، فينس كرولي، وقوف القوات الأميركية وراء الهجوم. وقال، في حديث إلى «يونايتد برس إنترناشونال»، إن «الجيش الأميركي لم يقم بأي غارة جوية أو يطلق صواريخ أو يجري أي عملية برية داخل السودان أو حوله».
في المقابل، وفي ظل رفض المحافل الرسمية في إسرائيل التعليق على الحادث، لمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أمس إلى مسؤولية تل أبيب عن الغارات. وقال «إننا نعمل في أي مكان يمكننا فيه ضرب قواعد الإرهاب، ونوجه ضربات في أماكن قريبة وبعيدة تؤدي إلى تقوية الردع وزيادته». وأضاف أن «هذا ينطبق (على هجمات تمّ شنها) في الشمال والجنوب وفي سلسلة أحداث، ولا جدوى من الدخول في تفاصيلها...» وتابع «من ينبغي عليه أن يعرف، يعرف أنه لا يوجد مكان لا يمكن لإسرائيل فيه أن تعمل ضد الإرهاب».
كذلك، تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتلميح يشبه تلميح أولمرت مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن الهجوم. وأجمع المراسلون الإسرائيليون على أن ما استدعى قيام إسرائيل بهذا الهجوم، في حال صحته، هو اشتمال الحمولة المهرّبة على «أسلحة كاسرة للتوازن»، من بينها صواريخ ذات مدى يطال مدينة تل أبيب، وأخرى مضادة للمدرعات.
وذكر المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، أن بين الأسلحة التي كانت في الشاحنات صواريخ يصل مداها إلى 70 كيلومتراً وقادرة على ضرب تل أبيب.
وقال محلل الشؤون الأمنية في موقع «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، إن القرار الاستراتيجي الذي اتخذه كل من أولمرت، ووزيري الدفاع إيهود باراك والخارجية تسيبي ليفني، تمحور حول عدم السماح لحماس بإعادة تسليح نفسها بعد العملية، كما فعل حزب الله بعد حرب لبنان الثانية.
أما على الجانب المصري، فقال مسؤول أمني مصري، رفض الكشف عن اسمه، إنه تم إحباط صفقة أسلحة متجهة إلى قطاع غزة قبل وصولها إلى مصر.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)


البشير يموّه زيارة ليبياوبموجب البيان المشترك، فقد أكدت الحكومة السودانية استعدادها لاستقبال شركاء جدد لسدّ الفجوة بشأن تقويم البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة وحكومة السودان، الذي أظهر عجزاً واضحاً في تلبية الحاجات الإنسانية للإقليم، بعد طرد أبرز المنظمات الإغاثية الأجنبية.
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، عبد الرحمن شاهين، أن الوزارة قررت إيفاد 40 طبيباً للعمل فى دارفور.
(أ ف ب، يو بي آي)