strong>بن جاسم يقرّ بتوتّر العلاقات القطريّة ـ المصريّة ويدعو إلى «تنمية ثقافة النقاش»حتى لو غابت المصالحة العربية عن مشاريع القرارات الوزارية المقرّر أن يقرها الزعماء اليوم وغداً، فإنها صاحبة الحضور الأكبر، باعتبارها «تحصيل حاصل» بفعل اللقاءات التي قد تشهدها القمة وكسر الجليد المستمر بين أقطاب الخلاف العربي، بانتظار التوصّل إلى آلية للقفز فوق الخلاف أو «الاختلاف»

الدوحة ــ الأخبار
المصالحة العربية، هي عنوان قمة الدوحة اليوم، حتى في غياب الرئيس المصري حسني مبارك. وحتى إن لم يخصّص هذا العنوان ببند في جدول الأعمال، فإنه كان حاضراً بقوة في اجتماع وزراء الخارجية أول من أمس، وفي المؤتمر الصحافي المشترك لرئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى.
وبعد إعلانه مشاريع القرارات، تطرق بن جاسم، في المؤتمر الصحافي المشترك، إلى موضوع المصالحة العربية. وأعرب عن أمله في تغيير تعبير «تحقيق المصالحة» الى معالجة «اختلاف وجهات النظر»، الذي «لا يفسد للود قضية، وقد يؤدي هذا الاختلاف إلى نتائج إيجابية لإثراء النقاش فى أي موضوع». وأضاف «إننا في القضايا التي نحتاج فيها إلى نقاش نحتاج فيها أيضاً إلى وجهات النظر من دون أن يؤدى ذلك إلى زعل»، مشدداً على أن من شأن النقاش إثراء أي قضية عربية، حيث نتجنّب تعبير «أن تتفق معي أو أزعل منك»، وخصوصاً أن كل الدول العربية تهمها المصالح العربية.
ودعا رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، إلى «تنمية ثقافة النقاش وتقبّل وجهات النظر المختلفة»، معرباً عن الأمل في أن يتطور أسلوب كيفية التعامل مع مثل هذه المجالات.
وعن امتناع الرئيس المصري حسني مبارك عن المشاركة في القمة، واحتمال ارتباط ذلك بالعلاقات القطرية ـــ الإيرانية، قال بن جاسم إن مصر «ممثلة في القمة بوفد ونحن نحترم قرارهم، وكيفية التمثيل أمر يرجع إلى الإخوان في مصر». واعترف بأن «العلاقات بين مصر وقطر ليست ممتازة، ولكن العلاقة لها جذور، ومصر دولة كبيرة ونحن نحترمها ونقدرها. لكننا، بالنسبة إلى العلاقات مع إيران، نحن لا نأخذ رأي أي دولة لبناء علاقات مع أي دولة». وأضاف إن «كل دولة تقيم علاقاتها بما يناسبها ويناسب أمنها القومي». وقال «كنا نتمنى مشاركة الرئيس مبارك في القمة ليسهم بأفكاره النيرة في حل القضايا العربية الشائكة والمزمنة».
بدوره، نوّه موسى بمبادرة الملك السعودي عبد الله للمصالحة فى قمة الكويت. وقال إن «هذه المبادرة جاءت في ظل وضع عربي متردٍّ بعد الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، التي أدت إلى توتّر العلاقات العربية ـــ العربية، وإلى اضطرابات سياسية في المنطقة وإلى تضارب القرارات التي مسّت العلاقات العربية». وقال إنه «على ضوء هذه المبادرة والاجتماعات التى عُقدت، انتقل الوضع العربي من جو الاضطرابات واليأس إلى جو الأمل». وأشار إلى ما بُحث خلال الاجتماع التشاوري يوم الجمعة، واجتماعات وزراء الخارجية العرب يوم السبت، معرباً عن اعتقاده بأن الظروف الآن تسمح بالبناء على المبادرة للتحرك نحو المصالحة التي قال إنها قد تأخذ وقتاً. وأوضح أن البناء يكتمل «بوضع لبنة فوق لبنة وجدار فوق جدار».
واعترف موسى بأنه فكر في الاستقالة من منصبه بسبب الخلافات العربية، وأنه عدل عن ذلك غداة دعوة الملك السعودي. وتحدث عن وجود توجّه لأن يقوم العرب بإدارة خلافاتهم، التي أكد أنها لن تؤدي إلى حصول صدام في ما بينهم.
وفي سياق المبادرات السعودية للمصالحة، قدمت السعودية، خلال اجتماع وزراء الخارجية، ورقة بشأن تعزيز جهود المصالحة العربية من 6 نقاط. الأولى تدعو إلى الالتزام بميثاق جامعة الدول العربية وتنفيذ القرارات الصادرة عنها. والثانية تنص على التوجه الجاد نحو «تنفيذ ما سبق أن تعهدنا به في وثيقة العهد والوفاق والتضامن، باعتبارها الأرضية لتنقية الأجواء».
وتشدد النقطة الثالثة على أهمية انتهاج أسلوب الحوار والتشاور في حل الخلافات العربية والابتعاد عن إثارة الفتن. والعمل، في النقطة الرابعة، على بلورة رؤية استراتيجية موحدة للتعامل مع التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها من التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي.
أما الخامسة، فالتأكيد على محورية القضية الفلسطينية وأهمية الالتزام بالاستراتيجية العربية المتفق عليها، لتحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
والنقطة الأخيرة تشدد على أهمية الاتفاق على نهج موحد للتمكن من مواجهة تحدي صراع الحضارات والأزمة الفكرية والثقافية الناجمة عن ذلك.