القاهرة ــ الأخبارلم تمطر غيمة المصالحة أو القمة المصغّرة التي استضافتها السعودية أخيراً، والتي هدفت أساساً إلى محاولة ترطيب العلاقات العربية ـــــ السورية، لتشمل الخلافات المصرية ـــــ القطرية. أراد الرئيس المصري حسني مبارك، الذي سبق أن تغيّب عن القمة العربية التي عقدت العام الماضي في سوريا، مقاطعة قمة الدوحة أيضاً. وأمضى يوم أمس، بصورة اعتيادية، في زيارة مشروعات زراعية في منطقة شرق العوينات، فيما وصل إلى الدوحة وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب، على رأس وفد مصري للمشاركة في القمة العربية.
وعزت مصادر مصرية غياب الرئيس المصري إلى «عتب مصر على قطر لصمتها إزاء ما اعتبرته الأولى حملة تحريض وإساءة متعمّدة قادتها قناة الجزيرة الفضائية ضد جملة من سياسات مصر الإقليمية، وخصوصاً خلال الحرب الإسرائيلية الأولى على لبنان صيف عام 2006، والثانية على قطاع غزة نهاية العام الماضي».
ولفتت المصادر إلى أن لدى القاهرة «عتاباً مريراً على أمير قطر حمد بن خليفة، لسماحه لوزير خارجيته حمد بن جاسم بمحاولة الدخول على خط صفقة تبادل الأسرى التي تسعى مصر لإبرامها». وأشارت المصادر إلى أن «مصر حصلت على معلومات فرنسية وفلسطينية مفادها أن المسؤول القطري سعى إلى دفع مبالغ مالية غير محددة لإقناع مختطفي (الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد) شاليط بتسليمه إلى قطر بدلاً من مصر». سلسلة من المواقف اعتبرتها هذه المصادر بمثابة «محاولة غير موفّقة للتأثير في الدور المصري رغم تنبيهات مصرية».
إضافة إلى هذه التعقيدات، يأتي الملف الإيراني، إذ أوضحت المصادر أن «مصر التي تحذّر من التدخل الإيراني في الشؤون العربية، ترفض أن تُستخدم قطر أو غيرها من الدول العربية بوابة لهذا التدخّل». ولفتت إلى أن مبارك، الذي سارع إلى زيارة العاصمة البحرينية، المنامة، لدعمها في مواجهة إيران، «مستاء من تجاهل قطر لحقيقة المخططات الإيرانية وإصرارها في المقابل على أداء دور أكبر من حجمها السياسي والجغرافي».
وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، الذي غاب عن الاجتماع الوزاري التحضيري في الدوحة، قد أعلن من القاهرة، أول من أمس، أن «مبارك لن يحضر قمة الدوحة»، مؤكداً أن مصر «تتمسك باستمرار السعي من أجل تحقيق أكبر قدر من التضامن العربي، والاتفاق على مناهج فعّالة لتحقيق المصالح العربية من خلال المصالحات العربية الحالية».
إلى ذلك، وبعد الإعلان رسمياً عن قرار الرئيس المصري، بحث الملك الأردني عبد الله الثاني في اتصال هاتفي مع مبارك «التطورات على الساحتين الفلسطينية والعربية، وسبل التعامل معها بما يخدم المصلحة العربية».