الدوحة ــ الأخبارأصداء القمة العربية كانت لا تزال تتردّد في أرجاء فندق الشيراتون في الدوحة، الذي احتضن أمس القمة العربية والأميركية الجنوبية. الأصداء ركّزت على التنظيم، ولا سيما على تداخل جداول الأعمال والخروج المستمر عن نص الجدول الموزّع على الإعلاميين، ما خلق ارتباكاً لدى الصحافيين.
الارتباك انتقل إلى القمة اللاتينية التي كان من المقرر افتتاحها أمس، في ختام أعمال القمّة العربية. ولم يحسم حتى الصباح انعقاد القمة، الذي شهد أيضاً خروجاً عن النص بتأخير الصورة التذكارية إلى ما بعد الجلسة الافتتاحية.
وجاء خلوّ القمّة من أي إثارة ليزيد من تذمّر الإعلاميين. فلا مشاكل ولا سجالات ولا مادة لمشاكسات، مجرّد أجواء ودّ وتصالح، وتصريحات تكاد تكون متشابهة عبّر عنها كلّ أعضاء الوفود المشاركة على مختلف مستوياتهم. ولولا المداخلة الاستعراضية للزعيم الليبي معمر القذافي وما تلاها من مصالحة مع الملك السعودي عبد الله، لكانت القمة خرجت من دون أيّ معطيات إثارة، بالنسبة إلى الصحافيين، الذين كانوا يشتكون أصلاً من ضيق مساحة المركز الإعلامي.
نحو 500 صحافي شاركوا في تغطية أعمال القمة العربية والقمة العربية اللاتينية. تجمّع غالبيتهم في المركز الإعلامي في فندق الشيراتون. القاعة قد تتحمّل وقوف هؤلاء الأشخاص، إلا أنها من دون شك لا تتحمّل جلوسهم.
لا الطاولات أو الكراسي كافية لتحمّل هذا العدد، إضافة إلى أن عدد أجهزة الكمبيوتر لم يتعدّ 150 جهازاً، ففضّل الكثيرون الجلوس على الأرض لإتمام عمل لا يتحمّل التأجيل، أو اعتماد الطريقة الثانية التي كانت غالبة في القاعة، وهي اتفاقٌ غير معلن بين الصحافيين على استعارة الأمكنة لدقائق، ينجزون خلالها عملهم بسرعة قبل إعادة المكان إلى صاحبه.
وأمام الضغط، انفجر بعض الصحافيين ببعض من أجل أحد المقاعد تركه شخص ليعود إليه بعد دقائق ويجد شخصاً آخر يستخدمه. وحوّل الزملاء ما جرى إلى مادة دعابة عن التمسّك بالكراسي حتى الرمق الأخير: «هذا ما نتعلّمه من زعمائنا القدوة»، «حتى يخطف الله أجلنا»، وإن تطلّب الأمر «التضحية بالشعوب من أجلها».
بعض موظّفي القنوات التلفزيونية كانوا استثناءً، إذ حُجزت لهم مراكز داخل القاعة، كـ«الجزيرة» و«العربية» و«بي بي سي». هؤلاء كان حظّهم أفضل، ولم يضطروا إلى خوض معارك على «الكراسي».
وبعيداً عن «فوضى» المركز الإعلامي، كان هناك تنظيم عالي المستوى لتوزيع الوفود على الفنادق، رغم عدد أفرادها الهائل، الذي ناهز خمسة آلاف.