الرحلة بين زعامة المحاكم الإسلاميّة والرئاسة الصومالية لا تبدو طويلة بالنسبة إلى الشيخ شريف أحمد. فسنوات قليلة كانت كفيلة بتحوّله من مدرّس... إلى رئيس
القاهرة ــ الأخبار
قبل بضع سنوات كان الشيخ شريف أحمد يعمل مدرساً للجغرافيا واللغة العربية والدين في مدرسة جوبا الثانوية، عندما تعرّض أحد طلابه لعملية اختطاف، نفذتها عصابة محلية في مقديشو، لابتزاز أهله.
استفز الحادث الرجل، الذي درس القانون والتربية في جامعات السودان وليبيا، ودفعه إلى محاولة التدخل لإطلاق سراح تلميذه الفقير، الذي لا تمتلك أسرته، كغيرها من الأسر الصومالية التي طحنتها الحرب الأهلية، أي أموال لتفتديه بها.
مثلت تلك الواقعة نقطة تحول بارزة في حياة شريف، المولود في مدينة شابيلا الوسطية في شهر كانون الثاني عام 1964. لم يكن للشيخ شريف أحمد، قبلها، أي علاقة مع تنظيم المحاكم الإسلامية الذي تأسس على خجل مطلع عام 1996، لكنه فوجئ بترشيحه في غيابه لرئاسة هذا التنظيم.
وهكذا صعد شريف إلى قمة الهرم في تنظيم المحاكم الإسلامية، بدعم كبير من معلمه وأستاذه الشيخ حسن طاهر عويس، الذي لم يكن بمقدوره آنذاك أن يتصدر المشهد السياسي لإدراج اسمه ضمن قائمة المطلوبين من الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة بدعوى التورط في أنشطة إرهابية مطلع التسعينات في الصومال وإثيوبيا.
أدّى الثنائي شريف وعويس دوريهما بالتناوب، الطيب والشرير، لكن هزيمة قوات التحالف الإسلامية على أيدي القوات الحكومية والإثيوبية نهاية عام 2006 وضعت حداً نهائياً لهذا المشهد، بعدما افترقا داخل الغابات في منطقة قريبة من الحدود الصومالية الكينية.
بعد أيام قليلة فقط، عرف الشيخ شريف طريقه إلى الأراضي الكينية وسلم نفسه للمسؤولين الكينيين طالباً الاتصال بالسفير الأميركي في العاصمة نيروبي، الذي ربطته علاقات غير معلنة لفترة طويلة مع الشيخ شريف.
ولم يتوانَ تحالف المعارضة الصومالية، الذي تأسس في العاصمة الاريترية أسمرة عام 2007، عن توجيه الاتهامات للشيخ شريف، رئيسه السابق، بالخيانة، فيما أكد الشيخ عويس الطلاق السياسي مع شريكه السابق. ويعتقد شريف أن حل الأزمة الصومالية يكمن في توحيد الصوماليين أنفسهم والقضاء على خلافاتهم السياسية والقبلية. وعلى عكس كثير من السياسيين الصوماليين، فإن الشيخ شريف، الذي اشتهر بأنه خطيب مفوه، يجيد اللغتين العربية والإنكليزية.