واشنطن ـ الأخبارأعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، عن اعتقاده بوجود فرصة لإجراء حوار حقيقي بين إيران والغرب، مشيراً الى أن سياسة العصا والجزرة لا يمكن انتهاجها مع طهران.
وقال البرادعي، في مقابلة مع مجلة «نيوزويك»، نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» أمس، «لقد بذلنا قصارى جهدنا في إيران للتأكد من أننا ندرك التاريخ والوضع الحالي لبرنامجهم (النووي)، وذلك لمحاولة دفعهم في إطار سلطتنا الى توضيح الأمر برمّته. إن الناس يعتقدون أننا آلهة وأننا قادرون على عبور الحدود وفتح الأبواب... وليس لنا هذا النوع من السلطة»، نافياً أنه سمح لإيران باجتياز الحدود التي وضعتها الوكالة، حيث إن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم هو «قيد التفتيش الكامل».
وأضاف البرادعي، الذي تنتهي ولايته في شهر تشرين الثاني المقبل، «إن قضية إيران لها منظوران: أحدهما تقني والآخر سياسي. والجزء التقني هو عملنا. أمّا عن الشق السياسي فهو الحوار من أجل بناء الثقة. وقد قلت على مدار السنوات الست الماضية إن سياسة بناء الثقة بين الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة، وإيران، قد فشلت تماماً ولم نتحرّك شبراً واحداً» في هذا الشأن.
وأوضح البرادعي أن «الثقة لن تتولّد إلاّ إذا أجرينا حواراً مباشراً. والرئيس (الأميركي باراك) أوباما يقول إنه مستعد لإجراء حوار مباشر مع طهران من دون شروط مسبقة تستند الى الثقة المتبادلة. وأنا أقول إن هذا الأمر جاء متأخراً جداً، لكن أوباما في الموضوع الإيراني يتحرك في الاتجاه الصحيح».
وشدد البرادعي على أنه لا يمكن انتهاج سياسة العصا والجزرة مع إيران، موضحاً أن «هناك تنافساً بين إيران والغرب. تريد إيران أن يكون لها دورها كقوة إقليمية أمنية معترف بها. إنهم يشعرون بأنهم الدولة الأقوى في المنطقة حالياً. وهذا صحيح إلى حد بعيد»، مشيراً الى «أنهم (الإيرانيين) سمعوا عن أحاديث الإدارة الأميركية السابقة بشأن تخصيص تمويلات لتغيير النظام، وعن محور الشر، ولو كنا مكانهم لفعلنا أي شيء لحماية أنفسنا».
وفي ما يتعلّق بملف سوريا النووي بعد الغارة الإسرائيلية في أيلول عام 2007، قال البرادعي «كنت صارماً تجاه إسرائيل لأنها انتهكت القوانين الدولية بشأن استخدام القوة بشكل أحادي الجانب، وهم لم يزوّدونا بالمعلومات قبل تفجيرهم للموقع المزعوم الذي كان سيمكّننا من التأكد من صحة ما إذا كانت دمشق تبني مفاعلاً نووياً»، مشدداً «إلى حد ما، فإن اللوم يقع أيضاً على الولايات المتحدة التي أبقت المعلومات التي بحوزتها لنحو عام ونصف بعد القصف».