strong>3 صواريخ من غزّة وإسرائيل تهدّد بردّ غير «متكافئ»بعد مدٍّ وجزر، يصل اليوم وفد «حماس» إلى القاهرة لإبلاغ المسؤولين قرارها النهائي بشأن التهدئة، فيما تتأرجح الإشارات بين سلبية وإيجابية، في وقت هدّد فيه قادة الاحتلال بردّ «غير متكافئ» على إطلاق صواريخ غزاوية باتجاه إسرائيل

القاهرة ــ خالد محمود رمضان
أعلنت مصادر في حركة «حماس»، رفضت الكشف عن اسمها، أنه كان يفترض أن «يتوجه وفد من الحركة الإسلامية إلى القاهرة اليوم (أمس)»، إلّا أنها أوضحت أنه «لن يغادر قبل الاثنين (اليوم)، بسبب رغبة الوفد في إجراء مشاورات مع قيادة الحركة».
ورأت مصادر مصرية أن «تأجيل وصول الوفد لتسليم رئيس الاستخبارات المصرية، عمر سليمان، الرد النهائي على المقترحات المصرية، وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة عام ونصف عام، يأتي في إطار حرب الأعصاب مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية»، مشيرة إلى أن القاهرة تتوقع مع ذلك «موافقة حماس على إعلان هدنة في الخامس من الشهر الجاري».
وعن المصالحة الفلسطينية الداخلية، لفتت المصادر إلى أن «حماس ترفض الربط بين الهدنة والمصالحة مع السلطة»، مشيرةً إلى أن «حماس باتت أيضاً تعتقد أن موقعها على الخريطة الفلسطينية قد اختلف تماماً (بعد الحرب)، وأنها أصبحت أكبر من السلطة الفلسطينية إن لم تكن موازية لها».
وفي السياق، أعلن مسؤول فلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية، طلب عدم الكشف عن نفسه، أن «الاثنين (اليوم) سيكون حاسماً في ما يتعلق بالمفاوضات الدائرة في القاهرة بشأن التهدئة مع إسرائيل والحوار الفلسطيني الداخلي»، موضحاً «لغاية الآن، لم يحدث أي اختراق جوهري».
ومن طهران، أكد رئيس المكتب السياسية لـ «حماس»، خالد مشعل، أن «المقاومة ترفض وقفاً دائماً لإطلاق النار مع إسرائيل، لأنه ما دام الاحتلال مستمراً فلا معنى لوقف دائم لإطلاق النار». وأكد أن «إنهاء الحصار الإسرائيلي وفتح المعابر يمثّلان إحدى أولويات حماس. نحن نرى أنه ما دام الحصار مستمراً، فالعدوان الإسرائيلي مستمر».
في هذا الوقت، وصل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى القاهرة أمس، مرجئاً زيارته إلى أوروبا. وعزا الممثل الشخصي لأبو مازن، نبيل شعث، السبب إلى «ورود أنباء عن وجود انفراج ملموس في محادثات القاهرة».
من جهته، أكد الرئيس المصري، حسني مبارك، في حديث لمجلة «الشرطة»، أن «مصر انطلاقاً من تحقيق أمنها القومي، ترفض أي وجود أجنبي فوق أرضها». وتطرق إلى الانقسام الفلسطيني، قائلاً إن «الجهد المصري لم يتوقف في هذا الاتجاه»، آملاً أن «يؤدي اجتماع القاهرة الشهر المقبل إلى تحقيق اختراق حقيقي».
ونقلت صحيفة «الأهرام» المصرية، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية حسام زكي، قوله إن «استمرار الفلسطينيين في طريق الخصام والانقسامات‏ لن يأتي لهم بأي خير. بل على العكس، سوف يوضح للمجتمع الدولي أن هذا الشعب وهذه القضية لا تستحق الدعم».
على الصعيد الميداني، أعلنت مصادر في جيش الاحتلال سقوط ثلاثة صواريخ فلسطينية محلية الصنع على منطقة النقب الغربي، في هجوم تبنته كتائب «شهداء الأقصى ــ مجموعات الشهيد ياسر عرفات»، في وقت حذر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، من أن إسرائيل سترد ردّاً «غير متكافئ».
أولمرت لم يكتف بهذا التهديد، بل قال في مستهل جلسة حكومة الاحتلال، إن «موقف المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) يقضي بالرد بمنتهى الصرامة على أي اعتداء صاروخي»، فيما هدد وزير الدفاع، إيهود باراك، بتوجيه «ضربة جديدة لحماس»، قائلاً إن «الحركة سوف توجّه إليها ضربة ثانية».
أما وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، فقالت إنه «يجب عدم توقيع ترتيبات مع حماس، بل استخدام القوة ضدها». وأضافت «هكذا سأتصرف كرئيسة للحكومة. لا حاجة إلى التردد».
بدوره، رأى رئيس الاستخبارات العسكرية، عاموس يادلين، أن «حماس تجري نقداً ذاتياً على الفشل العملياتي الذي واجهته»، لافتاً إلى أنها «ليست من يطلق الصواريخ باتجاه إسرائيل».
وذكرت صحيفة «معاريف» أن هناك تخوفاً في القدس من أن «تأليف حكومة وحدة فلسطينية بمشاركة حماس، تعلن أنها تعترف باسرائيل، وإن كانت تبقي على موقفها الأصلي، قد يؤدي إلى اعتراف دولي بالحكومة الفلسطينية، وعملياً إلى الاعتراف بحماس».
وردّاً على تهديدات أولمرت، قال المتحدث باسم الحكومة، طاهر النونو، إن «تصريحات قادة الاحتلال تهدف إلى تخريب الجهود المصرية، والضغط على الشعب الفلسطيني للقبول بشروطه»، نافياً صحة الادعاءات الإسرائيلية.
إلى ذلك، أعلنت مصادر طبية فلسطينية، استشهاد محمد مازن شعبان (23 عاماً)، متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة.