لا يزال الضعف في بورصة بيروت هو المسيطر، إذ إن تداعيات الأزمة الماليّة العالميّة على الأسواق الماليّة مستمرّة فيما بورصة بيروت لا تزال هشّة بسبب قلّة الأسهم المدرجة فيها، وتواضع حجم التداول فيها، وبسبب عدم اهتمام المستثمرين بهذه السوق، إلا أنها اليوم تعاني آثار الأزمة وانعكاساتها ككل الأسواق المالية في المنطقة، ولا سيما في دول الخليج التي تمثّل مصدراً رئيسياً للاستثمارات في المنطقة، وخاصّة بعدما تمتعت في السنوات الأخيرة بطفرة نفطية أدت إلى نمو هائل في ميزانياتها العامة.هذان العنصران، أي الهشاشة وتداعيات الأزمة، باتا أمراً مؤثراً في بورصة بيروت! أيّ تداول مهما كان صغيراً له تأثير كبير في السعر، فقد حفلت التداولات في الأسابيع القليلة الأخيرة بتراجع الحجم والأسعار وبتراجع القيمة أيضاً، وبحسب مؤشر «بلوم» فقد تراجعت بورصة بيروت بنسبة 4.43 في المئة منذ مطلع السنة الجارية وحتى اليوم، وذلك على الرغم من أن النتائج المالية للمصارف أظهرت أرباحاً في ميزانياتها لكنها لم تكن قادرة على دفع البورصة باتجاه إيجابي، فبحسب وسطاء عاملين في البورصة لم تتمكن طلبات الشراء «المخبأة» من دفع قيم التداول إلى الصعود. وغالبية التقديرات تشير إلى استمرار هذا السيناريو لفترة طويلة من السنة الجارية في انتظار تبلور الصورة والاتجاهات لتداعيات الأزمة المالية العالمية وانعكاسها على دول الخليج وعلى لبنان.
(الأخبار)