Strong>إسرائيل تتوعّد باغتيال هنيّة... وتبادل اتّهامات بشأن سرقة مساعدات «الأونروا»تتواصل لقاءات القاهرة بين وفد «حماس» والمسؤولين المصريين، من دون خرق للجمود وإعلان نتيجة. السبب هو حاجة الحركة إلى استيضاح بعض الشروط الإسرائيلية، تزامناً مع موافقتها على إدخال ملف تبادل الأسرى في إطار التهدئة. هذا اللين قابله تهديد إسرائيلي باغتيال رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية

غزة ـ قيس صفدي
القاهرة ـ الأخبار
تزامناً مع المشاورات بين وفد «حماس» ورئيس جهاز الاستخبارات عمر سليمان، في القاهرة بشأن اتفاق الهدنة، هدّد وزير الإسكان الإسرائيلي، زئيف بويم، «باغتيال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية»، موضحاً أن «المرحلة المقبلة لعملياتنا يجب أن تكون القضاء على الإرهابي هنية».
واستمرت الحالة الضبابية بشأن إمكان إعلان مصر موافقة حركة «حماس» على هدنة لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 18 شهراً، رغم قول مصدر مصري مطلع إن «محادثات حماس تسير بإيجابية»، موضحاً «توصلنا إلى اتفاق على المبادئ»، وبات «التوصل إلى اتفاق وشيكاً». إلا أن القيادي في الحركة، صلاح البردويل، قال إن «حماس» «لم تتلقّ من المسؤولين المصريين أي ضمانات يمكن أن تلزم سلطات الاحتلال بفتح المعابر ورفع الحصار، مكتفين بالقول إنهم سيتابعون تنفيذ التعهدات الإسرائيلية»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تريد ربط فتح المعابر بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شاليطوعلى صعيد التهدئة، كشف البردويل عن أن «حماس اطلعت على الشروط الإسرائيلية، وهي الموافقة على فك الحصار بنسبة 75 في المئة، تُدخل خلالها مواد إلى غزة، فيما سيُرفع الحصار كاملاً شرط الإفراج عن شاليط. كما منعت إسرائيل إدخال 25 في المئة من المواد التي تدّعي أنها تدخل في صناعة الأسلحة، وحماس تريد إيضاحات». وأعلن البردويل أنه «لا مانع لدينا من الموافقة على التهدئة مقابل رفع الحصار وفتح المعابر، وأن يكون ملف شاليط متزامناً مع مفاوضات التهدئة»، مضيفاً «نحن جاهزون غداً لملف تبادل الأسرى». وتابع أن «حماس ستلتزم بوقف الصواريخ، لكنها طلبت من مصر الضغط على الفصائل الأخرى لتضبط نفسها». وأضاف البردويل أن «مصر تعتزم دعوة الفصائل في 22 الشهر الجاري من أجل بلورة عمل لجان الحوار»، مشيراً إلى أن «حماس طلبت من مصر أن تهيئ الأجواء من خلال تأليف لجنة حقوقية تتابع ملف الاعتقالات في الضفة الغربية».
من جهة ثانية، قلّل أمين سر كتلة «حماس» البرلمانية، النائب مشير المصري، من إمكان أن «يؤدي موقف وزراء خارجية عدد من الدول العربية الذين اجتمعوا في الإمارات (أول من أمس)، إلى دعم سلطة الرئيس محمود عباس». وأضاف «أعتقد أن اصطفاف بعض الأطراف العربية إلى جانب طرف فلسطيني على حساب آخر لن يفيد شيئاً».
في هذا الوقت، أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أنه «يعارض إطلاق الصواريخ من غزة على جنوب إسرائيل»، مطالباً في الوقت نفسه «بمحاسبة الدولة العبرية على هجومها على قطاع غزة»، ومشدداً على انفتاحه على المصالحة.
أما رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، فقد أعلن عن «إطلاق برنامج عاجل بقيمة 600 مليون دولار، لترميم وإعادة إعمار المنازل التي دمرت أو تضررت في الهجوم الإسرائيلي». وتوجه إلى «حماس للقبول بتأليف حكومة وحدة وطنية للإشراف على إعادة الإعمار».
على صعيد آخر، نفت حكومة «حماس» اتهامات وكالة «الأونروا» باستيلاء عناصر من الشرطة على مساعدات إغاثة تابعة لها من مركز تموين مخيم الشاطئ في مدينة غزة. وطالبت، على لسان المتحدث باسمها طاهر النونو، «الأونروا بالاعتذار الفوري لترويجها أنباءً كاذبة».
واتهم وزير الشؤون الاجتماعية، أحمد الكرد، في مؤتمر صحافي مشترك مع النونو، «الأونروا بالاستيلاء على كل المساعدات التي جاءت للمتضررين عموماً»، رافضاً سياسة التمييز التي تتبعها وكالة غوث اللاجئين في توزيع المساعدات. وكانت «الأونروا» اتهمت «عناصر من الشرطة التابعة لحماس بالاستيلاء بالقوة على 3500 بطانية و406 سلال غذائية، بعدما رفضت الأونروا تسليم المواد التموينية المخصصة للاجئين لوزارة الشؤون الاجتماعية التابعة للحكومة المقالة».
وفي إطار إغاثة المنكوبين جراء الحرب في غزة، قال الكرد إن «الحكومة صرفت ما يزيد عن 50 مليون دولار على الأسر المتضررة جراء الحرب ضد غزة». وفي ما يتعلق بتمويل إعادة الإعمار، شدد على أن «الحكومة لا تمانع بقيام أي جهة داعمة بالإشراف على إعادة الإعمار». كما اتهم حكومة رام اللّه «بحجز أموال مساعدات خاصة بغزة».
إلى ذلك، استشهد الشاب مثقال جمال الربيع (23 عاماً)، في مستشفى المعادي في القاهرة متأثراً بجروحه الخطيرة التي أصيب فيها في الرأس خلال الحرب الإسرائيلية ضد غزة. وشنت طائرة حربية إسرائيلية، مساء أول من أمس، غارات جوية في قطاع غزة ومنطقة الأنفاق في معبر رفح. وعلمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن «أجهزة أمنية في حكومة حماس اعتقلت مقاومين أطلقا صواريخ في الأيام الماضية، قبل أن تخلي سبيلهما بتعهد فصيلهما بالالتزام حتى انتهاء مباحثات التهدئة في القاهرة».