سخِر الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، من تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أعرب عن قلقه من الخسائر المدنية في خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ودعا الظواهري المسلمين إلى الجهاد لوقف «عدوان العدو»، ومعاقبة الأنظمة العربية «الفاسدة والمفسدة».ووصف الظواهري، في تسجيل صوتي منسوب إليه بعنوان «تضحيات غزة والمؤامرات» نشرته «مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي»، قلق أوباما بأنه بلا قيمة، وقال: «أما أوباما، فقد صرح بأنه قلق من قتل مدنيين في غزة، نحن ممتنون جداً من قلقكم يا مستر أوباما. لقد وصلنا قلقكم مصحوباً بآلاف القذائف، وأطنان الفوسفور الأبيض ممزوجاً بدماء المسلمين في غزة وأشلائهم ودموعهم». وأضاف: «لكن يبدو أن قلق أوباما لم يدم طويلاً. ففي خطاب تنصيبه لم يذكر كلمة واحدة عما حدث في غزة، وكأن شيئاً لم يكن». ورأى أن «الغرب الصليبي يتواطأ اليوم مع خونة العرب للضغط على المجاهدين لكي يحققوا لإسرائيل بالمؤامرات ما عجزت عن تحقيقه بالقتل والتدمير والأسلحة الفتاكة»، واتهمهم بالسعي «لإعادة محمود عباس إلى غزة على أسنّة الحراب الإسرائيلية».
من جهةٍ ثانية، دعا الظواهري إلى الجهاد، مشدداً على أن «الحملة الغربية الصليبية على الإسلام والمسلمين لا يمكن قهرها إلا بالجهاد». وأشار إلى أن «أميركا لا تزال العدو الرئيسي للمسلمين». وأضاف: «أذكّر إخواني المجاهدين في غزة بأن عدونا في غزة ليس إسرائيل فقط ولكن التحالف الصليبي الصهيوني، وعلى رأسه زعيمة الشر أميركا».
كذلك انتقد الدول العربية قائلاً: «لقد كشفت الهجمة الصهيونية الصليبية عن أن النظام العربي الرسمي لا يدافع عن الأمة المسلمة، بل يبيعها لأعدائها دفاعاً عن كراسيّ الحكم». وتابع: «لقد انكشفت عمالة النظام العربي الرسمي وخيانته كما لم تنكشف من قبل، فهذه الأنظمة الفاسدة والمفسدة الخائنة، تركت غزة تنزف وتتلوى من الألم والمآسي وهي تراقبها في بلادةٍ ولا مبالاة، بل لقد حاصرت غزة وخنقتها ومنعت هجرة أهلها منها هرباً من آلة الموت والدمار المجرمة التي تطاردههم». وأضاف: «لقد تبجح النظام المصري الخائن، بأنه سمح ببعض الدواء للجرحى، أما الأحياء فحبسهم في غزة حتى تسحقهم الطائرات والدبابات والمدافع والبوارج الإسرائيلية». ورأى «أن الحكومات قد خانت، والهيئات قد استسلمت للحكومات...». وطالب الأمة بالتحرك «لدرء الحملة الصهيونية الصليبية وخلع عملائها، وعدم انتظار الإذن للجهاد من العملاء والذين يضعفون عن المواجهة». وأوضح أنه «لا بد من التحرك الجاد والفعال، لأن التظاهرات، وإن كانت تعبر عن الغضب الشعب، فإنها لا تغني في مواجهة وطائرات والدبابات، بل قد تستخدمها الحكومات العميلة والفاسدة لتنفيس بركان الغضب الشعبي». ورأى أن «الحملة الصهيونية الصليبية لن تنكسر إلاّ إذا خسرت الأرواح والدماء والعتاد... الأهداف الأميركية والإسرائيلية منتشرة في كل مكان». ورأى أنه «إذا ضاقت الظروف في مكان، فإنها تتسع في الكثير غيره. وإذا حصّن العدو بعض أهدافه، فإن الكثير منها مكشوف ومهدد». كما قال إن «كل من يحصار غزة ويُسهم في حرمان المجاهدين فيها من السلاح هو عدو للإسلام والمسلمين يجب ردعه والنكاية فيه»، مشدداً على أنّ «كسر الحصار الذي يضرب حول غزة لمنع وصول السلاح والعتاد لمجاهديها هو أحد أهم فروض الوقت».
وتخلل التسجيل الصوتي عرض لصور أطفال فلسطينيين استشهدوا في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بالإضافة إلى صور لكل من الملك السعودي الملك عبد الله، والرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
(الأخبار، أ ف ب)