انتخابات يوم غد، ستكون حتماً، يمينية النتائج والشعارات. فالنتيجة محسومة يمينياً، لكن المنافسة تدور حول من يتبنّى الشعارات الأكثر تطرّفاً
مهدي السيد
لا يواجه المعسكر اليميني مشكلة في التنافس مع أحزاب اليسار والوسط، بل ينحصر التنافس بين أطرافه. وخير دليل على ذلك، هو الصعود الهستيري لقوة «إسرائيل بيتنا»، على حساب «الليكود»، ما يفسح المجال، ولو نظرياً، أمام تصدّر حزب «كديما». وتتشكّل قوائم المعسكر اليميني، بشقّيه العلماني والديني، من الأحزاب والكتل الآتية: «الليكود»، «إسرائيل بيتنا»، «شاس»، «يهدوت هتوراه»، «الاتحاد القومي» و«البيت اليهودي». وفي الآتي، نبذة عن هذه التنظيمات:

«الليكود»

تأسّس «الليكود» سنة 1973، برئاسة مناحيم بيغن، قبيل الانتخابات الثامنة للكنيست، بعد تكتل عدة أحزاب وحركات، بمبادرة من أرييل شارون. ونجح «الليكود» في الوصول إلى الحكم عبر تحالفه مع الأحزاب الدينية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية، وكان ذلك في عام 1977، في خطوة عُرفت في الحياة السياسية الإسرائيلية بـ«الانقلاب».
يرأس الحزب حالياً، بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة بين عامي 1996 و1999. ويتلخّص مشروعه، بمعارضة أي انسحاب أحادي الجانب من أيّ أرض محتلة، وبالدعوة إلى «سلام اقتصادي» مع الفلسطينيين، رغم إقراره بأن هذه الخطوة لن تؤدي إلى حل النزاع. ويرفض نتنياهو تحمّل أي مسؤولية أخلاقية تجاه اللاجئين، فضلاً عن رفضه المطلق تنفيذ القرار 194 الخاص بعودتهم. كذلك يصرّ على بقاء القدس موحّدة عاصمةً لإسرائيل. ويضع مواجهة «الخطر الإيراني» على رأس أولوياته، بالتلازم مع رفض الانسحاب من الجولان المحتلّ، الذي جدّد إعلانه أمس.

«إسرائيل بيتنا»

تأسّس الحزب في عام 1999، على يد أفيغدور ليبرمان، على قاعدة تمثيل المهاجرين الوافدين من دول الاتحاد السوفياتي، بعدما انشقّ عن «الليكود». وكان ليبرمان يشغل حينها منصب رئيس ديوان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. ومنذ تأسيسه، انتهج الحزب خطاً يمينياً متطرفاً، ولا سيما تجاه فلسطينيّي 48، وسعى إلى توسيع قاعدة مؤيّديه، لتمتدّ إلى خارج الوسط اليهودي ـــــ الروسي. وقد نجح في ذلك، بدليل قدرته على الفوز في الانتخابات الأخيرة، بـ11 مقعداً. وقد تولّى ليبرمان حقيبة الشؤون الاستراتيجية في حكومة إيهود أولمرت، قبل أن يستقيل منها في 16 كانون الثاني 2008، احتجاجاً على تنظيم مؤتمر أنابوليس في نهاية 2007. وبما أنّ «إسرائيل بيتنا» قد غالى بمواقفه وشعاراته العنصرية، فإنّ استطلاعات الرأي تمنحه إمكانية الفوز بـ17 إلى 19 مقعداً في انتخابات يوم غد. قوة دفعت بليبرمان إلى تشديده على أنه «ليس في جيب أحد»، بعدما برز طرفاً مرجّحاً في تأليف الحكومة. وعلى الصعيد السياسي، يرى الحزب في عملية تبادل الأراضي والسكان بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، شرطاً ضرورياً لأي تسوية، بمعنى نقل القرى والبلدات العربية في أراضي 48، إلى السلطة، في مقابل نقل المستوطنات اليهودية في الضفة المحتلة إلى الدولة العبرية.

«شاس»

حزب ديني حريدي سفارديم، تأسس عام 1983، بعد انشقاقه عن حزب «أغودات إسرائيل»، تحت شعار خدمة مصالح اليهود الشرقيين، وإعلاء شأن الشريعة في المجتمع الإسرائيلي، والتصدي للعلمانيين، مع التركيز على التعليم الديني ودراسة التوراة خصوصاً. ويملك الحزب حالياً 11 مقعداً في الكنيست، ويتميز بمشاركته في معظم الائتلافات الحكومية منذ ولادته، بهدف الحصول على الميزانيات اللازمة لتأمين مصالح ناخبيه وتمويل مؤسساته. وتُتَّخذ قراراته الرئيسية، ضمن إطار مجلس الحاخامات الخاص بالحزب، والذي يرأسه عوفاديا يوسف، صاحب القرار الحقيقي.
سياسياً، ينتهج «شاس»، خطاً يمينياً، ولا سيما في موضوع المحادثات بشأن وضع مستقبل القدس، إذ إن الحزب يرفض مجرد التفاوض بشأن مصيرها. وعن رئيس الحكومة الذي يفضّل «شاس» وصوله، فقد أعلنت قيادته أنّ اسمه بنيامين نتنياهو.

كتلة «يهدوت هتوراه»

تشكّلت الكتلة في عام 1992، من حزبين دينيين أشكنازيين هما: «أغودات إسرائيل»، و«ديغل هتوراه». وحرصت منذ تشكيلها، على عدم تولي مناصب وزارية، لأسباب دينية، مكتفية بالحصول على منصب نائب وزير. كذلك عُرفت بمطالبتها المزمنة بالحصول على رئاسة لجنة المال في الكنيست، بغية التأثير على موازنة الدولة خدمة لمصالح جمهورها المتدين. ويركز برنامجها الانتخابي على ضرورة تحكيم الشريعة في المسائل السياسية، وجمع شمل اليهود في إسرائيل تحت سلطة التوراة. وعلى غرار «شاس»، تعود القرارات المصيرية في الكتلة إلى الزعامة الدينية فيها.

«الاتحاد القومي ــ موليدت»

وُلدت هذه الكتلة قبيل انتخابات عام 1999، من اتحاد أحزاب يمينية صغيرة. ومنذ ذلك الحين، شهدت حركة خروج ودخول أحزاب صغيرة منها وإليها. وتُعرَف هذه الكتلة بتوجهاتها اليمينية المتطرفة في قضايا الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، وتمسّكها بـ«أرض إسرائيل الكبرى»، ورفض إقامة أيّ نوع من الدولة الفلسطينية.

«البيت اليهودي»

تأسّست نهاية عام 2008، ككتلة صهيونية ـــــ دينية تقليدية، على أساس توحيد كل العناصر التي كانت تؤلّف تكتل «الاتحاد القومي»، و«المفدال»، في حزب كبير. لكن سرعان ما دبّت الخلافات بين مكوّناته، ورست فيه الأمور على كتلة «البيت اليهودي» التي تضم أساساً شخصيات محسوبة على «المفدال». يتبنّى أيديولوجيا يمينية ـــــ صهيونية، ويؤيد فكرة «أرض إسرائيل الكبرى» والإبقاء على المستوطنات.