دعوة رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، إلى منظمة بديلة لا تزال تحظى باستنكار فلسطيني من سلطة رام الله، لكن اللافت كان التوضيح الذي أطلقه القيادي في الحركة محمود الزهار، أن «الدعوة فُهمت خطأً»لم تهدأ ردود الفعل «الفتحاوية» المستنكرة لإعلان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، نيته إنشاء مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية، في وقت حاول فيه القيادي في الحركة الإسلامية، محمود الزهار، التقليل من وطأة كلام مشعل، ما يعكس اختلافاً في الرأي داخل الحركة نفسها، إذا لم تكن هذه التصريحات مجرد مناورات سياسية.
وقلّل الزهار من شأن تقارير قالت إن «حركته تريد أن تؤسس منظمة تحلّ محلّ منظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني». وقال، لقناة «الجزيرة»، إن «ما نسب إلى مشعل عن أن بعض الفصائل الفلسطينية تناقش تأليف لجنة تسيير وطنية بديلة لمنظمة التحرير، أسيء تفسيره». وأضاف أن «وسائل الإعلام فسرت تصريحات مشعل عن برنامج المقاومة بأنها تتحدث عن بديل لمنظمة التحرير، لكن الحركة لم تقل ذلك».
وكرر الزهار، الذي اجتمع في القاهرة مع مسؤولين مصريين، اهتمام حركته «بالانضمام إلى منظمة التحرير بشروط معينة»، قائلاً: «نريد أن نأخذ الشرعية الدولية والشرعية العربية وكل ما اكتسبته منظمة التحرير بالانتخابات وندخل منظمة التحرير». لكنه أضاف: «إذا كنا أقلية (في المنظمة) نحترم، وإذا كنا أغلبية يجب عليهم أن يحترمونا، لذلك نحن مع الحفاظ على منظمة التحرير وهيكلها، لا برنامجها».
وسبق طمأنات الزهار تحذير رئيس حكومة تسيير الأعمال، سلام فياض، أول من أمس، من خطورة «محاولات الالتفاف على منظمة التحرير». وأضاف: «ننظر بخطورة بالغة لهذا الأمر، وهو الالتفاف على منظمة التحرير ومحاولات إيجاد بديل لها».
وأكد فياض أن «هذه المحاولات غير مقبولة ومرفوضة، وعلى الجميع بدل الحديث عن هذا الموضوع التوجه إلى الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة لإنهاء الانقسام وتأليف حكومة متفق عليها فلسطينياً». وتابع: «يجب أن تبقى منظمة التحرير محل اجماع فلسطيني، لأنها بيت كل الفلسطينيين، وهي محل اعتراف عربي ودولي»، مؤكداً أن «المنظمة هي عنوان الشعب الفلسطيني ولا يحق لأحد أياً كان فرداً أو حزباً أن ينتقص من دورها لأنها البيت الجامع لكل الفلسطينيين».
وكانت «فتح» قد نظمت أول من أمس مسيرة جماهيرية في مدينة رام الله في الضفة الغربية، تأييداً لمنظمة التحرير والرئيس محمود عباس، وتنديداً بتصريحات مشعل. وجدد المشاركون دعمهم لعباس ولمنظمة التحرير «ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا في الداخل والخارج». كذلك أعربوا عن «استيائهم لما أعلنه مشعل والأمين العام للجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة، أحمد جبريل، من محاولة لكسر إرادة شعبنا ودعوتهما إلى تأسيس بديل لمنظمة التحرير»، مطالبين «بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بين شطري الوطن، والعودة إلى طاولة الحوار الفلسطيني في القاهرة».
وقال رئيس لجنة اللاجئين في مفوضية التعبئة والتنظيم، صالح الزق، إن «المسيرة هي رد حقيقي على المؤامرة الجديدة القديمة التي تقودها قوى إقليمية بأيدٍ فلسطينية ضد منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا»، مضيفاً أن «اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات وفي أرجاء الوطن، لم يعرفوا سوى منظمة التحرير ممثلاً شرعياً لهم». ووزعت «فتح» بياناً جاء فيه أن «مشعل ومن معه يصرون على تكملة المؤامرة لتمزيق شعبنا».
إلى ذلك، أكد عباس خلال زيارة عمل إلى أنقرة أن خطة السلام العربية التي طرحت عام 2002 تمثّل «الخيار الوحيد» أمام إسرائيل لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، معرباً عن أمله في تأليف «حكومة وحدة أو مصالحة في فلسطين، لا تعطي إسرائيل أي ذريعة لمواصلة حصارها على غزة».
(أ ف ب، رويترز)