ترك نائب اليسار الديموقراطي إلياس عطا الله مسائل السيادة والشرعية والسلاح والحقيقة... وقرر أن يهتم قليلاً بالوضع الاجتماعي، ولكن على طريقة اليمين لا اليسار، فإذا به يتساءل عن سبب استمرار وزير الطاقة والمياه ألان طابوريان في رفع أسعار البنزين والغاز والمازوت! رافعاً نبرة صوته إلى حد الصراخ: «كفى استهتاراً بحياة الناس... ألا يدرك الوزير طابوريان أن رفع سعر المحروقات مثّّل على الدوام فتيلاً لرفع أسعار غالبية السلع، مما يلقي أعباءً إضافية على مستوى معيشة اللبنانيين التي تواجه صعوبات هائلة نتيجة الأزمة المالية العالمية من جهة، والاستهتار الداخلي بحقوق الناس على المستويين الصحي والاجتماعي من جهة أخرى؟ فيما تبقى الموازنة في الأدراج نتيجة إصرار مراكز النفوذ على منطق المحاصصة والصناديق، وتستمر سياسات إفقار الناس والتعدّي على لقمة عيشهم وإهمال حقوقهم المشروعة».نائب طرابلس اليساري الذي كان يؤمن في السابق، عندما كان يتولى تنسيق أعمال «المقاومة» في الحزب الشيوعي اللبناني، بمسؤولية النظام الطائفي و«الطغمة المالية» والاحتكارات والسياسات الطبقية عن إفقار اللبنانيين، بات اليوم يعتقد أن الأزمة المالية العالمية هي المسؤولة، إضافةً إلى الوزير الان طابوريان! وأن الحل يكمن في تمرير موازنة فؤاد السنيورة التي استدعى التمهيد لها تثبيت الرسوم المفروضة على البنزين عند 9530 ليرة، أي ما يقارب نصف سعر الصفيحة، وذلك خلافاً لإرادة طابوريان نفسه.
(الأخبار)