strong>شهيد في غزّة... ومشعل يعلن عن «انتكاسة» تمنع توقيع اتّفاق التهدئة الأحدفي ظل معمعة التحركات المصرية الناشطة بشأن تثبيت الهدنة في قطاع غزة، برز إلى السطح عامل إيجابي في ملف جهود المصالحة الفلسطينية تمثّل باتفاق حركتي «حماس» و«فتح» على هدنة إعلامية، في وقت أقرّ فيه رئيس الاستخبارات المصرية، عمر سليمان، بوجود «مشاكل» في التهدئة رغم بقاء أيام على إعلانها

غزة ــ قيس صفدي
القاهرة ــ خالد محمود رمضان
بدأت تطفو على السطح استعدادات ما قبل المصالحة الرسمية الفلسطينية الداخلية، بعدما اتفقت حركتا «فتح» و«حماس» على وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بينهما، وإقرار آليات وصيغ لدراسة وإنهاء ملف الاعتقالات السياسية، والانتهاكات ضد المؤسسات الأهلية والتجاوزات في الضفة الغربية وغزة، بغية توفير البيئة الملائمة لنجاح الحوارات المزمع عقدها في القاهرة في 22 من الشهر الجاري.
وبعد لقاء ضم وفدين من الحركتين برئاسة مفوض التعبئة والتنظيم في «فتح»، أحمد قريع، ونائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، موسى أبو مرزوق، أصدر الطرفان بياناً مشتركاً أعربا خلاله عن «تصميمهما على إنهاء حال الانقسام والقطيعة وتوفير المناخات الملائمة لذلك»، وأوضحا أن «لقاءاتهما تأتي في إطار الجهود التي تبذلها مصر من أجل المصالحة الفلسطينية».
وعلمت «الأخبار» من مصادر قريبة من اللقاءات الثنائية في القاهرة أن «وفد حماس أكد لنظيره الفتحاوي أنه لا يمكن له حضور الحوار من دون الإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجون السلطة في الضفة، فيما ردت فتح بأن ممارسات عناصر حماس في غزة واضطهادها للفتحاويين من شأنها تهديد فرص المصالحة الوطنية». وأضافت أن «حماس تواجه ضغوطاً كبيرة من قيادة الحركة في الضفة إزاء التشدد في المشاركة في الحوار ما لم تستجب سلطة رام الله لشروطها».
وفي غزة، أعلنت «حماس» تلقّيها دعوة رسمية مصرية للمشاركة في الحوار الوطني، وشدد المتحدث باسمها، فوزي برهوم، على أنه يجب «التحرك الجدي والفاعل لإنهاء ملف الاعتقال السياسي».
وفي ما يتعلق بالتهدئة، أكد المتحدث باسم حكومة «حماس»، طاهر النونو، إحراز «تقدم إيجابي» على صعيد مباحثات التهدئة في القاهرة، متوقعاً «التوصل إلى اتفاق واضح حول التهدئة خلال الأيام الثلاثة المقبلة». وأشار إلى أن الوسيط المصري «سيجري اتصالات مع كل الفصائل الفلسطينية حتى يتحقق اتفاق وطني».
في هذا الوقت، أشار رئيس جهاز الاستخبارات المصرية العامة، عمر سليمان، في مقابلة مع صحيفة «الأهرام» نشرت أمس، إلى وجود «مشاكل تعترض التوصل إلى اتفاق التهدئة، بينها إطلاق الصواريخ من غزة على جنوب إسرائيل، وإقامة منطقة عازلة بين غزة وإسرائيل، وتعهد حماس باحترام التهدئة ووقف تهريب السلاح»، موضحاً أن «محادثات تجرى بين إسرائيل ومصر لحل هذه المشاكل». وكشف عن بدء مفاوضات إطلاق الأسرى مقابل الجندي الأسير، جلعاد شاليط، مشيراً إلى أن «اتصالات تجرى للاتفاق على أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين يمكن إطلاق سراحهم في إطار اتفاق إطلاق شاليط».
وأعلن سليمان أن إسرائيل «عرضت إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين شريطة إبعادهم نهائياً من الضفة الغربية، إلا أن الحركة رفضت ذلك وتمسكت بأن يعود الأسرى إلى أماكن إقامتهم قبل سجنهم».
في المقابل، أكد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، لقناة «الليبية»، أنه «لا يوجد حتى اللحظة اتفاق على إطلاق سراح شاليط»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تحاول خلط الملفات وتربط إطلاقه بموضوع فتح المعابر. هذا الأمر مرفوض ونحن أبلغنا المسؤولين المصريين بذلك». وشدد على ضرورة «فتح المعابر وفق آلية جديدة ونحن نتفاوض مع الإخوة في مصر بشأن ذلك».
ووصل مشعل، مساء أمس، إلى الدوحة قادماً من طرابلس، في زيارة تستمر 24 ساعة يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين القطريين. وأوضح لوكالة فرانس برس أن السلطات المصرية أبلغته أن توقيع التهدئة مع إسرائيل سيتم الأحد المقبل في القاهرة، غير أنه «حدثت انتكاسة» ما يجعل موعد توقيع اتفاق التهدئة غير واضح حتى الآن. وأضاف «والإخوة الآن في القاهرة بصدد بحث الموضوع لنعرف إن كان الأمر سيتم يوم الأحد أو لا».
ميدانياً، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد ناي فايز حسن (24 عاماً)، متأثرة بجروح خطيرة أصيبت بها خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. كما استشهد فلسطيني وأصيب ثلاثة آخرون في غارة جوية إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في مدينة خان يونس، جنوب القطاع.
وسبق الغارة الإسرائيلية بساعات إطلاق مجموعة سمت نفسها «كتائب حزب اللّه في فلسطين»، صاروخين من طراز «الرضوان» محليي الصنع، على بلدة سديروت والنقب الغربي المتاخمين للحدود مع القطاع.
وفي الخليل في الضفة الغربية، استشهد عز الدين الجمل (14 عاماً)، بعدما أطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه.