لن يكون حوار المصالحة الفلسطينية في القاهرة بمعزل عن الانتكاسة التي مُني بها اتفاق التهدئة بين «حماس» وإسرائيل، ولا سيما أن القاهرة تؤكّد أن الحوار لن يأتي إلا بعد التهدئة
حسام كنفاني
رغم الأجواء الإيجابية السائدة في القاهرة لجهة المصالحة الفلسطينية ــ الفلسطينية، فإن بعض المعطيات الغامضة تلقي بظلال من الشك على النهاية المفترضة.
فإضافة إلى تعثّر مفاوضات التهدئة في قطاع غزة وربطها بملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، فإن المبادئ التي وضعها المصريّون للحوار لا تحيد كثيراً عن حوار 11 تشرين الثاني الفاشل، رغم التعديلات في الآلية. وبحسب ورقة المبادئ فإن «حكومة التوافق» تحتل الأولوية بالنسبة إلى المسؤولين المصريين، وتتقدم على غيرها من الملفات الأساسيّة. المسمّى وما يعنيه سيكون مدار خلاف، وقد يستغرق الأيام الثلاثة من النقاش في لجنة الحكومة للخروج بعنوان واحد، إما «التوافق» أو «الوحدة». فالأولى تشير إلى حكومة مستقلين، مرضي عنهم فصائليّاً، وهو ما لا تقبله «حماس»، على الأقل إلى الآن. والمسمى الثاني يعني حكومة فصائليّة تعكس التمثيل البرلماني، وهو شرط «حماس» منذ البداية، إلا أن الورقة المصريّة أصرت على تسمية «التوافق».
ورغم هذا التباين، فإن النقاش قد يوصل إلى تسوية في شأنه، على عكس ملف منظمة التحرير الذي تبدو العقبات في طريقه قبل انطلاق النقاشات. وأبلغت مصادر فلسطينية مطلعة «الأخبار» أن أحد مساعدي رئيس الاستخبارات المصريّة، عمر سليمان، ذكر أمام ممثلي بعض الفصائل أن المشاركة في لجنة منظمة التحرير المنوي تشكيلها في 22 شباط الجاري تتطلب الموافقة على «برنامجها (المنظمة) والتزاماتها». ما قد يعني فشل الحوار قبل انطلاقه، ولا سيما أن الخلاف يتركّز أساساً على برنامج المنظمة والتزاماتها. وبتحييد هذين العنصرين فإن نقاش القاهرة سيقتصر على الهيكلية وتوسيع التمثيل في المنظمة. نقاش على أهميته إلا أنه لا يلبي الحاجة الفصائليّة من الحوار.
وبحسب المسؤول المصري نفسه فإن مهلة نقاشات اللجان التي تبدأ في 28 شباط، وهي ثلاثة أيام، غير ملزمة للتوصل إلى اتفاق شامل، بل ستكون مجرّد انطلاقة. وأوضح أنه لن تكون هناك «جلسة افتتاحية احتفالية للحوار. فالاحتفال سيكون في نهاية الحوار». وأكد أن رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل، والأمين العام لحركة «الجهاد» رمضان شلح، والأمين العام للجبعة الشعبية لتحرير فلسطيني ــ القادة العامة أحمد جبريل «لن يحضروا الحوار».