في اختراق جديد في العلاقات العربية ـــــ العربية، ولاسيما بعد المصالحات التي شهدتها قمّة الكويت الاقتصادية بين الرئيس بشار الأسد والملك عبد الله بن عبد العزيز، تلقّى الرئيس السوري، أمس، رسالة شفهيّة من الملك السعودي، نقلها رئيس الاستخبارات في المملكة الأمير مقرن بن عبد العزيز. وذكرت وكالة الأنباء السوريّة (سانا) أن الأسد تلقّى رسالة شفهية من الملك السعودي تتعلّق «بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وآخر التطورات في المنطقة، وأهمية التنسيق والتشاور بين الجانبين لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين والشعوب العربية».
وأضافت الوكالة أنّ الأمير مقرن نقل أيضاً «تحيّات الملك عبد الله للرئيس الأسد، وتمنياته للشعب السوري الشقيق بالمزيد من التقدم والازدهار»، فيما حمَّل الأسد الموفد السعودي رسالة إلى الملك عبد الله «تتعلق بتطورات الأوضاع في المنطقة، ولا سيما بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وأهمية تحقيق التضامن العربي لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية، وخصوصاً على الساحة الفلسطينية»، وراداً التحية بالمثل.
وأشارت مصادر في دمشق إلى أن هذا الاتصال إشارة إلى «بدء عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين عبر التشاور والتنسيق بينهما على المستوى العربي».
وفي إطار جهود تنقية الأجواء، واستعداداً للقمة العربية المنوي عقدها في الدوحة، الشهر المقبل، يصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى سوريا، اليوم، وذلك وسط تقارير إعلامية أشارت إلى أن مصر والسعودية والكويت هددت بعدم المشاركة في قمة قطر، رداً على «سلوك قطر الذي ينذر بشق الصف العربي، وخصوصاً بعد دعوتها لمؤتمر إعادة إعمار غزة»، الأمر الذي أثار «استغراب» القاهرة التي أعلنت الشهر الماضي أنها حددت موعداً لعقد مؤتمر للمانحين في الثاني من آذار المقبل.
وستستغرق زيارة موسى يومين، يجري خلالها محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، الرئيس الحالي للقمة العربية، ويجتمع بوزير الخارجية السوري وليد المعلم ومسؤولين سوريين.
وفي السياق، قال مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير هشام يوسف إن هناك صعوبات لا تزال تعوق إجراء المصالحة وتنقية الأجواء العربية. وأشار إلى أن «الأمر يتطلّب تضافر الجهود» لكي تثمر جولات موسى تقدماً تجاه المصالحة العربية، وأكد أن زيارة موسى إلى سوريا «مهمة، ونأمل أن تؤدي إلى بلورة بعض الأفكار والمقترحات والخطوات التي يمكن أن تسهم بتحقيق هذا الهدف».
أما مصر، فقد أعربت، على لسان المتحدث باسم الخارجية حسام زكي، عن عدم ارتياحها للوضع العربي الحالي، مؤكدة ضرورة تحلّي جميع الأطراف العربية بالمرونة وتغليب المصلحة العربية العليا فوق أيّ مصالح وفوق أيّ ارتباطات أخرى.
وأكد زكي ضرورة «الاستمرار في الجهد من أجل تنقية الأجواء أوّلاً، وصولاً إلى مرحلة من المصالحة، ومصر تقوم بما عليها في هذا الشأن، من خلال قيامها باتصالات على مستويات عديدة بهدف كسر الجمود الحالي وتنقية الأجواء».
وكان الملك السعودي قد تسلّم، أول من أمس، رسالة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، نقلها إليه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، لم يكشف عن مضمونها.
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)