strong>شهيدان في القطاع... وصاروخان لـ«روح عماد مغنيّة»أخيراً، أقرّت مصر بتعثّر التهدئة في قطاع غزة وبالعرقلات الإسرائيلية باشتراط إطلاق سراح جنديّها الأسير، جلعاد شاليط أولاً، رغم الإشارات الإيجابية التي بثّتها خلال الأيام السابقة، معلنة عن رسالة إسرائيلية بإرجاء إعلان التهدئة، بانتظار ردّ الدولة العبرية الخميس

غزة ــ قيس صفدي
القاهرة ــ خالد محمود رمضان
يبدو أن إسرائيل نجحت في اللعب على الوقت وتحريك ملف الجنديّ الإسرائيلي الأسير لدى «حماس»، جلعاد شاليط، بموازاة ملف التهدئة، التي عطّلت تثبيتها في اللحظة الأخيرة.
وقال مسؤولون مصريون إن رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، عمر سليمان، تلقّى رسالة عاجلة أمس من رئيس الطاقم الإسرائيلي المفاوض بشأن الهدنة، عاموس جلعاد، «تطلب التمهّل في إعلان الهدنة ومنح رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بعض الوقت لاتخاذ قرار في استثناء شاليط من الصفقة».
وأوضح المسؤولون أن «سليمان نقل إلى وفد حماس الطلب الإسرائيلي، وحصل على موافقة حماس لانتظار رد إسرائيل بعض الوقت». ولم تحدد إسرائيل موعداً محدداً لتقديم ردّها النهائي، إلا أن مصادر مصرية وفلسطينية قالت إنها تتوقع الحصول على رد إيجابي بحلول يوم الخميس المقبل.
ولم يصدر أيّ توضيح رسمي مصري لحقيقة طلب إسرائيل تأجيل إعلان الهدنة، فيما قال مسؤول مصري بارز لـ«الأخبار»، «نعتقد بأن هذه اللعبة لاستنفاد الوقت على صلة بنتائج الانتخابات الأخيرة في إسرائيل. كل طرف يريد استخدام ورقة شاليط»، لافتاً إلى أن «مصر سبق أن أكدت عدم الربط بين مختلف الملفات المتفاوض عليها».
وخرج الرئيس المصري حسني مبارك، عن صمته، وأعلن أن «مصر تبذل جهوداً متواصلة للتوصل إلى التهدئة في غزة، رغم التراجع في الموقف الإسرائيلي»، مشدداً على أن «مصر لن تغيّر من مواقفها إزاء التهدئة، فملف شاليط منفصل».
وعن المصالحة الفلسطينية، قال مبارك إن «مصر على ثقة بأن الحوار الفلسطيني، الذي تحتضنه القاهرة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، لا بد أن ينجح لأننا أصحاب حق»، مؤكداً أنه «لا يمكن أن تكون هناك قضية قابلة للحل أو تفاوض في ظل حالة الانقسام الفلسطيني وتشتّت المواقف بين رام الله وغزّة».
في هذا الوقت، ‏حدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، سلّم أولويات جديداً لمفاوضات التهدئة مع «حماس». وأعلن أنه «يرفض الادّعاءات الموجّهة ضده والتي تفيد بأنه صلّب موقفه أخيراً في موضوع شاليط»، مشيراً إلى أنه الآن فقط «كشف عن موقفه الحقيقي الذي يشترط فتح المعابر مع قطاع غزة ونقل البضائع إليه، مقابل الإفراج عن شاليط». وأوضح أنه «اضطرّ الآن إلى الإعلان عن موقفه بسبب الكثير من الكلام الذي قيل في وسائل الإعلام عن هذا الموضوع والذي تضمّن تشويهاً للوقائع». وقال إن الحكومة الإسرائيلية المصغّرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، «ستعقد اجتماعاً الأربعاء لبحث تبادل الأسرى».
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فقد سبق لإسرائيل أن أوضحت لمصر أن «شاليط أولاًفي المقابل، رفضت حركة «حماس» مجدداً ضغوط دولة الاحتلال الإسرائيلي للربط بين التهدئة وقضية الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة، جلعاد شاليط. وحمّل المتحدث باسم الحكومة المقالة، طاهر النونو، الذي يرافق وفد «حماس» إلى مباحثات القاهرة، «الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تعطيل تنفيذ الاتفاق الذي تمّ التوصل برعاية مصرية كريمة»، مشدداً على رفض أي «محاولات ابتزاز إسرائيلية». وحذّر من أيّ «نيات عدوانية من الاحتلال لاستهداف شعبنا».
في السياق، أكد القيادي في «حماس» في الضفة الغربية، رأفت ناصيف، حرص حركته على إنجاح الجهود المصرية من دون تكرار تجربة التهدئة السابقة، مشدداً على «تهدئة متبادلة تنهي الحصار وتفتح جميع المعابر». وقال إن «التهدئة حاجة للكيان الإسرائيلي أكثر منها حاجة فلسطينية»، مضيفاً أن ملف شاليط «لا بد أن يكون في إطار عملية تبادل».
بدوره، قال ممثل «حماس» في لبنان، أسامة حمدان، إنه «إذا استجاب الإسرائيليون لمطالب حركة حماس في إطلاق سراح الأسرى الذين تريد فسيخرج شاليط في اللحظة نفسها».
ميدانياً، استشهد فلسطينيان، أحدهما رجب أسامة صبح (25 عاماً) جراء قذيفة مدفعية إسرائيلية، والثاني علي القدرة (28 عاماً) متأثراً بجروحه الخطيرة التي أصيب بها قبل بضعة أيام، فيما شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية استهدفت أنفاق التهريب على الحدود الفلسطينية المصرية.وأعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن فلسطينيين أطلقوا، أمس، من قطاع غزة صاروخين على جنوب فلسطين المحتلة، تبنّته «كتائب حزب الله في فلسطين». وأوضحت أن إطلاق الصاروخين جاء «ردّاً على جرائم العدو الصهيوني وإهداءً لروح القائد الرباني الشهيد الحاج رضوان (عماد مغنية)».
وفي إطار تداعيات الحصار على المرضى، أعلنت وزارة الصحة استشهاد المريض حسن أحمد الطلايقة (57 عاماً)، جرّاء عدم تمكّنه من السفر لتلقّي العلاج في الخارج.