علي حيدرأبلغ «كديما» حزب «إسرائيل بيتنا»، أمس، موافقته على غالبيّة المطالب التي تضمّنتها الوثيقة التي قدّمها أفيغدور ليبرمان إلى رئيسة الحزب الحاكم، تسيبي ليفني. وأتى هذا الموقف خلال لقاء جمع رئيس طاقم الاتصالات مع الأحزاب في «كديما»، حاييم رامون، مع رئيس طاقم المفاوضات لـ«إسرائيل بيتنا»، ستاس ميسجانيكوف، في محاولة للضغط على ليبرمان من أجل عدم التوصية برئيس حزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو، أمام رئيس الدولة شمعون بيريز، رئيساً للحكومة.
وتتمحور مطالب «إسرائيل بيتنا» التي وافق عليها «كديما» حول الزواج المدني والتقديمات للجنود، لكنّه عارض مطلب قانون الولاء الذي يستهدف فلسطينيي 48. وأثنى مسؤولون داخل حزب ليبرمان على موقف «كديما»، وأكّدوا أنّهم يتوقعون جواباً سريعاً أيضاً من «الليكود».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن قياديين في الحزب قولهم إنّ ليبرمان سيطالب بتولّي واحدة من بين الحقائب الوزارية الكبيرة، الدفاع أو الخارجية أو المال، لكنّه شخصياً يفضّل الدفاع أو الخارجية على المال. وأضافت أنّ نتنياهو عرض على ليبرمان بصورة رسمية تولّي حقيبة المال.
وكان مقرّبون من نتنياهو قد أكّدوا أخيراً أنّه في حال تأليف حكومة وحدة، فسيتم منح حقيبتي الدفاع والخارجية إلى «كديما» برئاسة تسيبي ليفني. غير أن أوساط «إسرائيل بيتنا» يشدّدون على أحقية ليبرمان بحقيبة الدفاع أكثر من زعيم حزب «العمل»، إيهود باراك، على اعتبار أنّ «إسرائيل بيتنا» يملك عدد مقاعد أكثر.
لكن مسؤولين من «الليكود» استبعدوا احتمال تعيين ليبرمان في وزارة الدفاع، ولفت أحدهم إلى أن ليبرمان «شخصية غير مرغوب فيها في مصر ولن يفرشوا له البساط الأحمر في العالم»، مذكّراً بدعوته السابقة إلى قصف السد العالي.
في غضون ذلك، دعا رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، ضمنياً «كديما»، إلى المشاركة في حكومة واسعة مع «الليكود». وقال «اعتقد أنّه ينبغي تأليف حكومة واسعة»، لكنّه شدّد في الوقت نفسه على ضرورة أن يكون «كديما» «طرفاً مركزياً» فيها. ورأى أن التكليف برئاسة الحكومة هو من مهام رئيس الدولة، شمعون بيريز، الذي «أثق بخبرته في أداء دوره بالطريقة الصحيحة». وأكّد ضرورة تأليف حكومة «مستقرّة وقوية».
من جهته، ردّ نتنياهو على ما أدلت به ليفني أول من أمس حول أولوية «كديما» بتأليف الحكومة على أساس أنه يملك عدد مقاعد أكبر في الكنيست المنتخب من «الليكود». فأكّد خلال جلسة لكتلته أن الشعب «قال كلمته والمعسكر الوطني هو الذي سيؤلف الحكومة في أسرع وقت ممكن». لكنّه أشار إلى أنه «يريد تأليف حكومة أوسع، وهذا هو الاتجاه الذي نسير إليه»، في إشارة إلى دعوة «كديما» للمشاركة في الحكومة.
وفي السياق، ذكرت تقارير إعلامية أن نتنياهو قال في الجلسة نفسها «طموحي تأليف حكومة مستقرة قادرة على أن تحكم، وحكومة أكثر اتساعاً من ائتلافنا الطبيعي، ولكن القرار سيكون قرارهم». ودعا «كديما» لتلبية ندائه بتأليف حكومة وحدة وطنية واسعة في ظل التهديدات والتحديات التي تواجه إسرائيل.
من جهة ثانية، نفى بيريز التقديرات القائلة بأنّه سيحاول دفع قادة الأحزاب الكبرى لتأليف حكومة وحدة، في إشارة إلى الضغط على «كديما» و«الليكود». وقال، خلال لقائه مع طلاب مدرسة ثانوية في مدينة بئر السبع، إنه ينوي «الاستجابة إلى رغبات الشعب، والشعب لم يقل أن يتم فرض شيء». وأوضح أنه سيتعامل مع نتائج الانتخابات العامة باستقامة ووفقاً للقانون، قائلاً «سيكون بإمكاني اتخاذ قرار فقط بعد الاستماع إلى الأحزاب».
يُشار إلى أن بيريز سيبدأ فور إعلان النتائج النهائية الرسمية للانتخابات العامة غداً، إجراء مشاورات يستمع خلالها إلى توصيات رؤساء الأحزاب بشأن المرشح الذي سيُكلف بتأليف الحكومة المقبلة.
ولفت بيريز إلى أنه حتى الساعة السادسة من مساء الغد «سيمتنع عن التحدّث في الموضوع حتى مع نفسي لأني أخشى من تسريب الأمر إلى الصحافة». وتطرّق إلى تغيير نظام الانتخابات، الذي رأى أنه «يمسّ الأحزاب الكبيرة ويشجع الأحزاب الصغيرة، ونتيجة لذلك يسفر عن وجود العديد من الأحزاب، ما يؤدي إلى وجود مساومات تخفض من القيمة السياسية بنظر الجمهور».
وأعرب الرئيس الإسرائيلي عن تأييده تغيير نظام الانتخابات، مشيراً إلى أنّ «الجميع في إسرائيل يريد تغيير النظام» لكون النظام الحالي «يعاقب كل حزب كبير». واستدلّ في هذا السياق بالنظام الانتخابي المتبع في ألمانيا، حيث نسبة الحسم فيها مرتفعة أكثر مما هي في إسرائيل.
وطرح بيريز أحد الخيارات وهو «الانتقال من نظام الانتخابات القطري إلى الإقليمي، ورفع نسبة الحسم من 2 في المئة إلى 5 في المئة». ورأى أنّ «بالإمكان أن يتمّ تمثيل جميع الآراء تحت سقف حزب كبير».