Strong>استغلّت سلطات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة لتطوير أنظمتها المضادة للصواريخ، في إطار استراتيجية شاملة تهدف لمواجهة التهديدات الصاروخية التي تطال غالبيّة المدن الإسرائيليةكشفت وكالة «أسوشييتد برس»، في تقرير أمس، عن انتهاز إسرائيل للحرب التي شنّتها على قطاع غزة، لتطوير نظامها الدفاعي المضاد للصواريخ، من خلال نشر فرق متخصصة في تطوير الأسلحة، لإعداد الخطط اللازمة لمجابهة الصواريخ التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية وعناصر حزب الله.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية، رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن الدولة العبريّة نشرت خلال الحرب الأخيرة فرق تطوير الأسلحة الإسرائيلية خارج قطاع غزة، لتعقّب الصواريخ التي أطلقتها الفصائل، للمساعدة في تطوير نظام «القبة الحديدية» الجديد المضاد للصواريخ. وأشاروا إلى أن هذه الفرق كانت تجمع البيانات عن كيفية عمل الصواريخ المحلية الصنع وصواريخ الكاتيوشا التي يطلقها المقاومون الفلسطينيون، فضلاً عن دراسة كيفية رصد رادار «القبة الحديدية»، الذي كان موضوعاً في العمل أثناء الحرب، لهذه الصواريخ.
وجاء تطوير نظام «القبة الحديدية» بعدما قررت الحكومة الإسرائيلية عام 2007 استثمار أكثر من 200 مليون دولار لتطوير تكنولوجيا متقدمة قادرة على مواجهة الصواريخ، وعهدت بتطوير النظام الجديد إلى شركة «رافاييل الدفاعية المتقدمة المحدودة»، التابعة لوحدة الأسلحة الحكومية. ومن المقرر أن يُختبر النظام، الذي يعمل عن طريق رصد الصواريخ وإطلاق نظام لاعتراضها في الجو، مع نهاية العام الحالي، ليبدأ العمل فيه عام 2010، وخصوصاً بعدما أصبحت الصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة، وحزب الله من لبنان، تطال غالبية المناطق الإسرائيلية.
إلا أن نظام «القبة الحديدية» قد تعرّض لانتقادات من قبل بعض الخبراء، نظراً إلى تكلفته المرتفعة. إذ إن كل اعتراض سيكلّف بين 30 و40 ألف دولار، كما أن النظام يحتاج إلى خمس عشرة ثانية قبل التمكّن من اعتراض الصواريخ، وهو ما يعدّ في نظر الخبراء وقتاً طويلاً، لا يكفي لمنع الصواريخ من ضرب أهداف متاخمة لقطاع غزة.
من جهة ثانية، كشف التقرير عن استخدام إسرائيل، خلال العدوان الأخير، العديد من الأنظمة القتالية الجديدة. وذكر أن دبابات إسرائيلية زُوّدت خلال الحرب بنظام جديد يدعى «معطف الريح»، قادر على اعتراض الصواريخ المضادة للدبابات، وأن تطوير هذا النظام قد جاء بعد إقدام عناصر حزب الله، خلال حرب تموز في عام 2006، على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، روسية الصنع، أدت إلى تكبيد لواء المدرعات الإسرائيلي خسائر كبيرة. إلا أنه وفقاً للتقرير، لم تضطر إسرائيل إلى استخدام هذا النظام خلال الحرب على غزة، لأن مقاتلي «حماس» كانوا يفتقرون إلى هذا النوع من الصواريخ.
( أ ب)