بغداد ــ الأخبارمنذ تسلّم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مقاليد السلطة في واشنطن، لا ينفكّ المسؤولون العراقيون عن إطلاق التصريحات التي تصبّ في خانة واحدة: أتممنا استقلالنا وبتنا أسياد أنفسنا ووطننا. فبعد تأكيد رئيس الحكومة نوري المالكي أنّ «زمن التهديد والضغوط الأميركية قد ولّى»، جاء دور وزير خارجيّته هوشيار زيباري، الذي جزم بأنّ بلاده استعادت مكانتها في المنطقة ولم تعد لعبة بيد الولايات المتحدة.
وقال زيباري، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، «لن يكون العراق بين أولويات الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس أوباما، وهي أخبار جيّدة بأننا لا ندرج ضمن الأزمات، بابتعادنا عن مقدمة الأولويات». ورأى أنّ العراق استعاد ثقة العالم به دبلوماسياً بعد توقيع الاتفاقية الأميركية ـــــ العراقية، بالإضافة إلى تركيز واشنطن على مواضيع ساخنة مثل أفغانستان والأزمة الاقتصادية العالمية.
وفيما اعترف رئيس الدبلوماسية العراقية بأنّ الخلافات الداخلية لا تزال معقّدة، أشار إلى أنه «مهما كانت الخلافات بين الولايات المتحدة ودول الجوار، فنحن لدينا مصالحنا ونستطيع اتخاذ قراراتنا بعيداً عن ذلك».
وعن العلاقة العراقية ـــــ السورية، لفت زيباري إلى سعي بلاده إعادة ضخّ النفط عبر سوريا، وإعادة افتتاح «الأنبوب النفطي المارّ عبر سوريا إلى البحر الأبيض المتوسط». وعلّق أهمية كبيرة على تحسّن العلاقة بين البلدين «تحسّناً كبيراً» بعد افتتاح السفارة السورية لدى بغداد، وتعيين نواف الفارس على رأسها.
أما عن «النفوذ» الإيراني في بلاده، فقد أجاب: «لديهم نفوذ، عليّ أن أكون صادقاً. لكن موقفنا هو التعامل مع الآخرين لكوننا أصحاب سيادة، عبر القنوات الرسمية». وعلى صعيد الملفّات الداخلية، كشف وزير الداخلية، جواد البولاني، أن وزارته طردت 62 ألفاً من المنتسبين إلى القوى الأمنية، ضمن عملية تطهير واسعة للعناصر «الدخيلة والمندسّة» بعد سقوط النظام السابق، جازماً أنّ عمليات التطهير مستمرة.
من جهة ثانية، نفى نائب الرئيس العراقي، عادل عبد المهدي، وجود نيات لسحب الثقة من حكومة المالكي، مؤكداً استعداد «المجلس الأعلى الإسلامي»، الذي ينتمي إليه، للتحالف مع أي كيان سياسي آخر في ضوء النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات التي ستعلن غداً.
ميدانياً، وصل عدد الشيعة الذين أحيوا أربعينية الحسين خلال الأيام السبعة الماضية، إلى 10 ملايين زاروا مدينة كربلاء، بحسب ما أعلنته السلطات العراقية. وفي اليوم الأخير لإحياء هذه الشعائر، قُتل 8 منهم يُضافون إلى قتلى التفجيرات السابقة.