«الخطر الإيراني» هو الهاجس الوحيد لبعض الزعماء العرب. هاجس دفع الرئيس المصري حسني مبارك لزيارة المنامة «متضامناً» بعد تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين باعتبار البحرين محافظة إيرانيّةأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، سليمان عواد، أن الرئيس حسني مبارك قام أمس بزيارة إلى البحرين تهدف إلى إبداء التضامن مع المملكة، وذلك بعد أيام على تصريح لمسؤول إيراني يدّعي تبعيّتها لبلاده.
ونقلت صحيفة «الأهرام» عن عواد قوله إن زيارة مبارك «هي زيارة تضامن ومساندة‏ ودعم لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهها مملكة البحرين الشقيقة ومنطقة الخليج‏».
‏ولم يشر سليمان إلى إيران بالاسم، ولكن الإعلان عن زيارة مبارك يأتي بعد أيام قليلة من إعلان رئيس التفتيش العام في مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي أكبر ناطق نوري، تبعية البحرين لإيران واحتجاج البحرين على ذلك.
وفي السياق نفسه، عبّر مجلس الوزراء الكويتي عقب اجتماعه الأسبوعي، «عن أسفه لصدور مثل هذه التصريحات السلبية التي تعرقل الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي ورغبتها الصادقة في بناء علاقات صداقة وتعاون بينها وبين جمهورية إيران الإسلامية».
في المقابل، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي، التصريحات المنسوبة إلى نوري، وهو رئيس سابق للبرلمان الإيراني، بأنها «غير دقيقة»، منتقداً «تضخيم» مسؤولين في المنطقة لهذه التصريحات.
وقال قشقاوي «إن بعض وسائل الإعلام نقلت بصورة غير دقيقة تصريحات الشيخ ناطق نوري في مراسم إحياء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في مدينة مشهد، كما أن بعض المسؤولين في المنطقة أبدوا ردود أفعال وفسّروا تلك التصريحات بصورة غير اعتيادية وضخّموها».
ونقلت وسائل الإعلام عن نوري قوله بتبعية البحرين إلى إيران، واصفاً إيّاها بأنها «كانت في الأساس المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة وكان يمثّلها نائب في مجلس الشورى الوطني».
من جهة ثانية، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «مزاعم» مسؤولين بريطانيين بشأن تجاهل بلاده بعض التزاماتها النووية، قائلاً إنه «لا أساس لها من الصحة». ودعا المسؤولين البريطانيين إلى أن لا يبقوا رهينة الأفكار «الانعزالية»، التي اختبرها زملاؤهم من قبل، أمثال الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.
على صعيد آخر، أعلن في طهران تأجيل زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إلى عمان. وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية أن لاريجاني تلقّى من نظيره العماني دعوة لزيارة عمان، أمس، لكنه سيلبي الدعوة في وقت لاحق، من دون أن تشير إلى سبب تأجيل الزيارة التي كانت مقررة قبل ثلاثة أشهر.
وفي المواقف الإيرانية من الحوار المحتمل مع واشنطن، رأى ممثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية لدى مجلس الأمن القومي، حسن روحاني، أن «أشهراً أو سنة كاملة لا تكفي لحل أزمة بهذا التعقيد قائمة بين البيت الأبيض وطهران منذ 30 عاماً»، مضيفاً «لا ينبغي أن نكون كثيري التفاؤل، فلم يتغير أي شيء في السياسات الأميركية الخارجية لا تجاه إيران ولا فلسطين ولا غيرهما، وأن كلام المسؤول الأميركي جوزف بايدن في مؤتمر ميونيخ تكرار للغة أسلافه في الإدارة السابقة، حين وضع إيران أمام خياري المحفزات أو العزلة».
وتساءل المفاوض النووي السابق «لماذا لا يدعو الأميركيون إلى الحوار مع طهران على أساس القوانين الدولية ونحن نرحب بذلك، ولا سيما بشأن النشاطات النووية».
(يو بي آي، الأخبار)