مهدي السيديبدأ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، مساء اليوم، جولة مشاورات مع رؤساء الأحزاب المُمثَّلة في الكنيست، والاستماع إلى توصياتهم حيال تكليف مرشّح لتأليف حكومة جديدة. لكنّ حال الغموض لا تزال تلفّ المشهد السياسي في الدولة العبرية، على خلفية المواجهة المحتدمة بين رئيس «الليكود» بنيامين نتنياهو، ورئيسة «كديما» تسيبي ليفني، إذ يدّعي كلّ منهما أنه الأحقّ بتأليف حكومة جديدة.
وبقيت الحلبة السياسية الإسرائيلية أسيرة حبس الأنفاس، في ظلّ انتظار النتيجة التي ستؤول إليها جولة المشاورات، ولا سيما أن صورة الترشيحات ستبقى ضبابية حتى اللحظة الأخيرة، بسبب امتناع عدد من الأحزاب عن تسمية أيّ من المرشحين.
وعلى الرغم من الموافقة المبدئية التي أعلنها «كديما» على شروط حزب «إسرائيل بيتنا»، بقيادة أفيغدور ليبرمان، لحثّه على التوصية بتكليف ليفني ومنع تأليف حكومة يمين برئاسة نتنياهو، بقي موقف ليبرمان غامضاً، فيما ظهر أنّ تقرّب ليفني منه أبعد عنها حزبي «العمل» و«ميرتس».
وفي السياق، نُقل عن مسؤولين في حزب إيهود باراك قولهم إنهم لن يدعموا ليفني، فيما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أنّ باراك جزم بأنّ حزبه «لن يوصي بمن يجعل ليبرمان متوّجاً للملوك، وشريكاً رفيعاً ومركزياً في الحكومة».
وفيما نقلت «يديعوت» عن مسؤولين كبار في معسكر اليسار قولهم إن ليفني «باعت روحها إلى ليبرمان»، لفت النائب عن «العمل» أوفير بينس إلى أنّ «من اعتقد أن كديما هو ليكود ـــــ 2، يتبيّن له أنّه إسرائيل بيتنا ـــــ 3».
بدوره، رأى رئيس «ميرتس» حاييم أورون أنّ «من لم يرغب في أن يرى بيبي (نتنياهو) رئيساً للوزراء، يحصل عليه الآن مغلّفاً بليفني وليبرمان».
في المقابل، لم يكن قادة «الليكود» راضين عن التقارب بين ليبرمان وليفني. فبحسب تعبير مسؤولي هذا الحزب، فإنّ ليبرمان «يرقص في العرسين». وفي حديث مع «يديعوت»، وصف مسؤولون في حزب نتنياهو مطالب ليبرمان بالحصول على وزارة الخارجية أو الدفاع بأنها «وقحة»، على اعتبار أنّه ليس ثمة ما يفرض أن يحصل حزب يضم 15 نائباً على إحدى الحقيبتين الكبيرتين.
وبالعودة إلى لغة الأرقام الحاسمة في تحديد هوية الرئيس الجديد للحكومة، لا تُظهر المعطيات حتى الآن حصول أيّ من المرشحين على العدد اللازم قانوناً لتأليف الوزارة، وذلك على الرغم من وجود أرجحية عددية واضحة لمصلحة نتنياهو.
والسبب في ذلك واضح؛ فليفني تحظى بتأييد أعضاء حزبها فقط، أي 28 نائباً، بينما يتمتّع غريمها حتى الآن بتأييد 45 نائباً يُمثّلون «الليكود» (27)، «شاس» (11)، «الاتحاد الوطني» (4) و«البيت اليهودي» (3). ويبقى موقف الحزب الديني «يهدوت هتوراه»، الذي يملك خمسة مقاعد، غامضاً حتى اللحظة، إلى جانب «إسرائيل بيتنا»، الفائز الكبير في الانتخابات مع 15 مقعداً.
وبحسب أحدث التقديرات، فإن 27 نائباً يُمثّلون حزب العمل ( 13 نائباً) وميرتس (3) والأحزاب العربية (القائمة العربية الموحدة، الحركة العربية للتغيير، التجمع الوطني الديموقراطي، الجبهة الديموقراطية، 11 نائباً)، لن يُسمّوا أيّ مرشح.
وتجدر الإشارة إلى أن القانون الإسرائيلي غير ملزم بتكليف رئيس الحزب الأكبر في الكنيست لترؤّس الحكومة، إذ يبقى له «مجال تفكير واسع، ولكنّه ليس مطلقاً».