علي حيدرذكرت مجلة «جينز» للشؤون الدفاعية، أمس، أنّ سوريا شدّدت مساعيها من أجل تطوير وإنتاج مواد قتالية كيماوية لصواريخ أرض ـــــ أرض، ولفتت إلى أن هذا الاستنتاج مبني على أساس تحليل صور الأقمار الصناعية التي التقطت أخيراً لمواقع داخل الأراضي السورية.
وبحسب المجلة تظهر في الصور الجديدة منشأة لإنتاج مواد كيماوية في منطقة السفير، جنوب غرب سوريا. كما تظهر أيضاً إشارات بناء في قاعدة مجاورة. وتقدّر مصادر أمنية أن تكون سوريا تخزّن كميات من المواد العسكرية الكيماوية المخصّصة ضمن أمور أخرى بصواريخ «سكاد»، التي تمتلكها في تلك القاعدة.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن خبراء في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولهم إنّ «السوريين يبنون منذ زمن بعيد قوّتهم في مواجهة إسرائيل، وخصوصاً في ما يتعلق بصواريخ أرض ـــــ أرض قادرة على أن تكون مجهزة برؤوس متفجرة كيماوية في ظلّ عدم امتلاكها سلاح جوّ قادراً من الناحية العملياتية».
وأضافت الصحيفة أنّه «وفق تقارير أخرى، أقامت سوريا، بمساعدة إيران، منظومة جديدة ومتطوّرة لإنتاج وتطوير صواريخ أرض ـــــ أرض قادرة على تسجيل إصابة دقيقة لأهداف محدّدة داخل إسرائيل». وأشارت إلى أنّ «المسؤولين الإسرائيليين يتابعون التجارب السورية على صواريخ سكاد المحسّنة من خلال شبكات الرادار وغيرها». وقد اكتُشفت تجارب عدّة نُفّذت على صواريخ «سكاد» في السنوات الأخيرة، بحسب «يديعوت». ويتخوّف الإسرائيليون من أن يتسلّح السوريون بعدد كبير من هذا الطراز من الصواريخ الذي يصل مداه إلى نحو 700 كيلومتر، ويسمح بإطلاقها إلى إسرائيل من عمق الأراضي السورية.
وبحسب «يديعوت» أيضاً، تدّعي مصادر إسرائيلية أنّ السوريين حققوا بالفعل، منذ فترة طويلة، «قفزة درجة» في مجال الصواريخ، وأنّ التجارب التي انكشفت تتعلق بالمساعي المركّزة لديهم في مجال صواريخ أرض ـــــ أرض.
وأوضح خبير أمني للصحيفة أنّ «هذا الجهد سيسمح لهم بأن يضربوا عبر صلية صواريخ واحدة سلسلة من الأهداف الاستراتيجية في أرجاء إسرائيل، ولا سيما المطارات العسكرية».
فضلاً عن تطوير الصواريخ، لفتت الصحيفة إلى أنّ سوريا أقامت، حسب مصادر أمنية، قاعدة للصواريخ الباليستية أيضاً يمكن أن تطلق منها صليات صواريخ نحو إسرائيل. كما أن إقامة القاعدة هي جزء من الجهد السوري لتحسين قدرتها العسكرية في مجال صواريخ أرض ـــــ أرض. وبحسب مصادر أجنبية، تضم القاعدة 30 خندقاً من الإسمنت المسلّح تخزّن فيها المنصات والصواريخ، إضافة إلى استحكامات للقيادة ومبانٍ مساعدة عديدة. وتُشير التقديرات إلى أنّ هذه الخنادق المحصّنة جيداً تمنح السوريين فرصة أكبر لإطلاق عدد كبير من صواريخ أرض ـــــ أرض نحو إسرائيل.