انضمت الرياض، أمس، إلى جبهة «المتضامنين» مع المنامة في وجه طهران. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله، إن المملكة «تتابع باستياء بالغ واستهجان شديد التصريحات العدائية المتكررة الصادرة عن عدد من المسؤولين الإيرانيين والرموز السياسية والإعلامية التي ما فتئت تردّد المزاعم والادعاءات الإيرانية في أراضي مملكة البحرين الشقيقة».وأضاف المصدر أن هذه التصريحات «تمثّل تعدياً سافراً على سيادة عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وتعدّياً على هوية مملكة البحرين وانتمائها العربي».
وأشار المصدر المسؤول خاصة إلى تصريحات صدرت عن «رئيس تحرير صحيفة «كيهان»، مستشار المرشد الأعلى (علي خامنئي)، حسين شريعتمداري وتصريحات المفتش الخاص في مكتب خامنئي (علي أكبر) ناطق نوري، والنائب في البرلمان الإيراني داريوش قنبري».
وشدد المصدر على أن «السعودية إذ ترفض بشكل قاطع هذه التصريحات، فإنها تعرب عن أسفها الشديد لصدورها عن جهات محسوبة على القيادات الإيرانية»، معتبراً أن صدور مثل هذه التصريحات «يقف عائقاً أمام الجهود والمبادرات الخليجية المخلصة التي تهدف إلى بناء علاقات حسن جوار بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإيران يسودها الود والاحترام المتبادل، ويهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ويدرأ الفتنة بين المسلمين».
وكانت العلاقات بين إيران والبحرين تأزمت أخيراً بسبب تصريحات رأت فيها المنامة مساساً بسيادتها، فيما تحوّلت المملكة الخليجية إلى محجة لزعماء عرب أتوا «للتضامن».
وبعد زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الاثنين، حلّ الملك الأردني عبد الله الثاني ضيفاً على المنامة في زيارة وصفها مسؤول بحريني رفيع بأنها «تأتي للتعبير عن التضامن مع البحرين في مواجهة الادعاءات الإيرانية».
وقال هذا المسؤول، الذي طلب عدم كشف اسمه، إن زيارة مبارك للبحرين «جاءت بالأساس للتعبير عن تضامن مصر مع البحرين»، موضحاً أنه «ليس أمراً عادياً أن يأتي الرئيس المصري في زيارة تستغرق ساعات».
وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، رأى الوزير البحريني السابق، علي فخرو، أن التصريحات التي أدلى بها ناطق نوري عن تبعية البحرين لإيران تاريخياً «ليس لها معنى»، مشكّكاً في أن تكون هذه التصريحات «مرتبطة بسياسة مدروسة على مستويات عليا في طهران».
من جهة أخرى، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إن طهران تنتظر تغييرات «حقيقية» في سياسة الولايات المتحدة الأميركية، وأن هذا الأمر لا يقتصر على الشعب الإيراني.
وأشار نجاد، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني أمس، إلى شعار التغيير الذي رفعه الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال حملته الانتخابية، وتأكيده أنه يرغب في إجراء مباحثات مع إيران، مشيراً إلى أن طهران تنتظر لترى ظهور إشارات حصول «تغييرات حقيقية» في سياسة الولايات المتحدة و«أن ما لمسناه حتى الآن بشأن التغيير كان مجرد أقوال، وأننا ننتظر لنرى ما هي الأفعال».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)