أعلنت الوكالة اليهودية الإسرائيلية شبه الحكومية، أمس، أنها استطاعت بعد «عملية خاصة»، نقل عشرة من اليمنيين اليهود إلى إسرائيل. ورفض المتحدث باسم المنظمة، مايكل جنكيلويتز، الإفصاح عن كيفية وصول المهاجرين الجدد الى مطار بن غوريون الدولي، لكنه أعلن أنه سبق لهم أن تعرّضوا لتهديدات من تنظيم «القاعدة». ووفقاً للمنظمة، فإن الرحلة إلى إسرائيل نُظمت بالتعاون مع الاتحاد اليهودي الأميركي، وأن من بين المهاجرين الجدد، رئيس الجالية اليهودية في ريدة، سعيد بن إسرائيل، بالإضافة إلى تسعة أشخاص آخرين من عائلته، وسيتم إعطاؤهم الجنسية الإسرائيلية، كما سيُنقلون إلى منطقة بيت شمس، وستقدَّم مساكن مؤقتة لهم.
ويأتي هذا التطور بعد سلسلة من الهجمات التي تعرّض لها يهود اليمن، والتي أثارت المخاوف بينهم؛ فقد أقدم متطرفون قبل أسابيع على إلقاء قنبلة في ساحة منزل بن إسرائيل، ما دفع العائلة للانتقال من منطقة ريدة برفقة ما يقارب 45 أسرة أخرى للعيش في العاصمة صنعاء، حيث أُسكنوا بتوجيهات من الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، في مجمع سكني مغلق، كما أعطيت كل عائلة منهم قطعة أرض ومبلغاً مالياً.
وسبق تلك الحادثة، تنامي الدعوات من سكان عدد من المناطق إلى ترحيلهم، وإقدام العنصر السابق في قوة الدفاع الجوي اليمني، عبد العزيز يحيى العبدي، على قتل مواطنه اليهودي، ماشا يعيش النهاري، في شهر كانون الأول الماضي، ما دفع والد الضحية إلى إبداء رغبته في السفر إلى أي مكان ما إن يتمكن من بيع منزله، وهدّد بالسفر إلى إسرائيل قائلاً «الرئيس (صالح) يدعمنا. نحن تحت حمايته»، لكن «سنذهب إلى إسرائيل إذا لم تحمنا الحكومة». وأشار إلى أن خمساً من بناته كنّ قد هاجرنا إلى إسرائيل.
كذلك عمد يهود اليمن منذ تلك الحادثة إلى إغلاق كنسهم الثلاثة ومدرستيهم، ومحاولة العيش من دون لفت الانتباه، وإخفاء كل ما يمكن أن يحدد هويتهم الدينية عندما يذهبون الى السوق، وتجنّب كل التجمعات الشعبية الكبيرة.
وتُظهر السرية التي أحاطت بعملية نقل رئيس الجالية اليهودية وأفراد أسرته، مدى الرغبة الإسرائيلية في استغلال بعض الحوادث التي تعرّض لها اليهود في اليمن لاستقطابهم إلى إسرائيل.
ويذكر أن الطائفة اليهودية في اليمن كانت تعد ستين ألف نسمة أثناء قيام دولة إسرائيل في 1948، لكن 48 ألفاً منهم هاجروا إلى الدولة العبرية خلال السنوات الثلاث التالية، ثم ما انفك عددهم يتضاءل في السنوات اللاحقة. وفي مطلع التسعينيات، لم يكن يتعدّى عددهم نحو ألف شخص، وصولاً إلى 400 شخص حالياً.
(أ ف ب، أ ب)